Tuesday, November 30, 2010

United Travel Centre - Located in Auburn (NSW) - AussieWeb Local Search

United Travel Centre - Located in Auburn (NSW) - AussieWeb Local Search

جريدة الرأي

منال الأدهم - الجمعية الأردنية للعناية بالسكري

يعتبر النوع الأول من السكري في الأطفال هو حالة مرضية تصيب الطفل بسبب توقف البنكرياس عن إنتاج الأنسولين الذي يحتاجه الطفل لاستمرارية حياته ، وبهذا يقوم الطفل بتعويض هذا العوز باستخدام حقن الأنسولين.وتعتبر إصابة الطفل بالنوع الأول من السكري مصدر قلق بالغ للأهل؛ فعلاج مرض السكري بجميع أنواعه يعتمد بشكل كبير على المريض نفسه وقدرته على التحكم بنسبة السكر في الدم. ويتطلب منه تغير نمط حياته بما يلائم مرضه وليس العكس. لذا فالنوع الأول المعتمد على الأنسولين له خصوصية ، لأنه يصيب الأطفال واليافعين في عمر المدرسة وما قبلها. فالطفل وحده لا يستطيع أن يقوم بجميع المتطلبات المنوطة به مثل : (فحص نسبة السكر, أخذ الإنسولين، حساب جرعة الإنسولين...إلخ) دون مساعدة أهله ومدرسته التي يقضي بها ثلث يومه تقريباً ، وبخاصة إذا تم تشخيصهم أثناء فترة المراهقة حيث المقاصف المدرسية المشبعة بالشيبس و انواع العصائر المختلفة.هنا تبرز أهمية التثقيف السكري للعائلة والمدرسة لأن إلمام الطفل وأهله ومدرسته بكيفية التعامل اليومي مع مرضه له كبير الأثر في السيطرة على السكري و منع المضاعفات قصيرة المدى كهبوط السكر وارتفاعه ، وطويلة المدى كاعتلال الأعصاب و شبكية العين...وغيرها . مثال ذلك كيفية التصرف قبل حصة التربية الرياضية وغيرها من أمورتتعلق جميعها بحياة الطفل اليومية وتتدخل بطريقة مباشرة وغير مباشرة في جميع ممارساته اليومية، فهذه الثقافة السكرية هي مفتاح الأمان للطفل وأهله . وليس الجوهر هنا إعطاء الإنسولين فقط و تزويد الطفل بجهاز فحص السكر؛ لأن علاج أطفال النوع الأول من السكري هو دائماً بالإنسولين، وجهاز فحص السكر. ولكن الاختلاف بين طفل وآخر في السيطرة على السكري هي الثقافة السكرية وكيفية التعامل مع نتائج الفحوصات اليومية، فما فائدة فحص السكر إذا لم يتعلم الطفل كيفية التعليق الصحيح على هذه النتائج وقرر أن يحسنها ويتلافى أخطاءه في الأيام القادمة بمساعدة طبيبه ومثقفه. هنا يصبح الأهل ملمين بهذه النتائج بشكل كامل ، وتكون عندهم ثقة بما يفعلون مع طفلهم. وهذه الثقة تنتقل إلى الطفل بطريقة مباشرة وغير مباشرة. وهنا يتميز هذا الطفل المثقف سكرياً وأهله عن بقية الأطفال السكريين بتأقلم جيد والتصرف الحسن، مما يؤدي إلى ضغوطات نفسية . ويكون هذا الطفل أكثر قدرة على حل مشكلاته سواء الشخصية أو المتعلقه بمرضه وتتحسن صورته عن ذاته. وهنا يحصل توازن في جميع نواحي شخصيته ويكون الطفل بإذن الله متأقلماً جيداً مع مرضه . أما إذا حدث العكس فسيكون هناك ضعف في السيطرة وتصرفات عشوائية ليست مقترنة بقرار سليم عن السكري وينتج تأقلم أقل، ونتائج سلبية سنتعرف لها في مقال آخر إن شاء الله.فالاستثمار الصحيح يتأتى عن طريق إعطاء وقت كاف للطفل وأهله في تفسير ماهية مرض السكري وكيفية التعامل معه وتأثيره آنياً ومستقبلاً على حياة طفلهم وعمل فحوصات متكررة، وكيفية التعليق على هذه الفحوصات المنزلية . وإذا كان وقت الطبيب لا يسمح بذلك في بعض الأحيان فيفضل أن يحول إلى عيادة التثقيف السكري حيث يفترض من مثقف السكري أن يجلس مع المريض جلسات عدة و يوضح له الأمور التي يجب ان يتعامل معها مبتدئاً بالأمور الأكثر خطورة فالأقل. والآن ما دور المدرسة في هذا كله ؟!. فإذا كان البيت يعي تماماً ما يحصل لطفله وكان هناك تقصير من المدرسة فان دائرة العناية قد اختل توازنها، مما يؤدي إلى مضاعفات وعدم تفهم لأساتذته ومعلميه عن طبيعة هذا المرض الذي يقتضي أحياناً خروج الطالب مرات متكررة إلى دورة المياه، أو تناول بعض السكريات وغيرها من أمور كثيرة... وهنا يبرز واجب الأهل في إخبار المدرسة بأن طفلهم مصاب بالسكري. وقد واجهت هذا الأمر مرات عدة عند الجلوس مع هؤلاء الأطفال السكريين وذويهم ؛ فتارة يرفض الأهل أن تعرف المدرسة أن ابنهم مصاب بالسكري سواء كان ذكراً أًم انثى لاعتبارات كثيرة. وتارة نجد أهلاً متفتحي الذهن والبصيرة لا مانع عندهم من إخبار المدرسة ، لقناعتهم التامة بأن طفلهم معرض لأي طارىء ؛ فعند حدوث غيبوبة هبوط السكر- على سبيل المثال- فإن إعطاء بخة من السكر السريع الامتصاص تحت اللسان أو إعطاء إبرة ترفع السكر بدلاً من أن تتخبط المدرسة في كيفية إجراء الإسعافات الأولية، يمكن أن تنقذ حياته طفلهم و تقيهم مضاعفات لا حصر لها. وأنا لا ألوم المدرسة إذا قرر المدرس أن يسيطر على الحصة و يمنع أحد الأطفال الذي تكرر ذهابه إلى دورة المياه أو تناول بعض السكريات مخلاً بنظام الحصة المدرسية دون أن يعرف الأستاذ أن الطفل مصاب بالسكري.إذن يرتكز جوهر عملنا في التثقيف السكري على إيجاد توازن بين تثقيف الطفل و أهله ومدرسته فنعمل معا كفريق لايجاد بيئة مناسبة تفي بمتطلبات هذا الطفل وحاجاته، والذي لا يختلف في قدراته وإبداعه عن أي طفل آخر. يجدر التأكيد على أهمية دورنا كمثقفي سكري في هذا الوقت بالذات، والذي يكثر فيه حدوث السمنة والسكري في سنوات الطفولة واليفع ، متزامناً مع وفرة المنتجات المختلفة كالشيبس والبيتزا والعصائر والبيرغر والتي تباع في بعض المدارس.

Tuesday, October 26, 2010

binothaimeen.com - فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

binothaimeen.com - فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

ظواهر اجتماعية مرضيـة

حينما يكون الإنسان متوازنا نفسيا، فان مكونات نفسيته تتصف بالثقة بالذات، والقدرة وقوة الإرادة في الاختيار واخذ القرار وتحمل مسؤولياته بكل رضى وقناعة، وفي حال اضطراب
الثقة بالنفس،يختل ويتشتت الكيان الوجودي للفرد فيشعر بالضياع والحيرة من أمره فتطرب إمكانيات الخيار واتخاذ القرار، وفي هذه الحالة فان الإنسان يعيش في حالة ما يعرف بضعف الهوية النفسية فان أراد اختيار شيئا مثلا للشراء فهو يركن إلى اتجاه الآخرين، فحينما يرى اصطفافا (طابورا) أمام محل ما تجاري لا يتوانى عن الانضمام إليهم لان هذا الطابور يشكل له مركز(الثقة) في الاختيار فيشعر بالطمأنينة النفسية، انه ينضم إليهم بدوافع المجموعة المصطفة (الكتلة) بغض النظر عن ماهية السلعة فسلوكه على الانضمام خارج عن إرادته إلى حد ما لا مجال لغيره ، ففي حال تنحيه عن ذلك يتفاقم القلق والشعور بالعجز لديه فيزداد اضطرابه الوجودي بفقدانه القدرة الذاتية للانتقاء ولذلك سرعان ما نجده ينضم إلى ما يعرف بالطابور، فهو يختار محلات الشراء بمفهوم الكتل لا بقدراته الخاصة فهو فاقد ابسط مكنونات النفس البشرية « القدرة على الاختيار» بالبحث ، والتقصي ، والتفكير، ثم الانتقاء فتتشتت الهوية النفسية وفي هكذا سلوك يتهرب من تكليف ذاته النفسية بتفعيل إمكانياته الذهنية ، ويتحمل أعباء هذا الاصطفاف تحت وطأة الحرارة والبرد والتعب والوقت للحصول على سلعته،.... انه الهروب من تكليف الذات للبحث والمثابرة وهيمنة نزعة الخلود إلى إزالة التوتر من خلال انضمامه لمجموعة من الناس، ومن هنا تنشأ الأمثال الشعبية المتخلفة أيضا « حط راسك بين الرووس وقول يا قطاع الروس» « والموت مع الجماعة رحمة» .... الخ .وفي هذه الوضعية يستغل أصحاب المحلات التجارية هذه الظاهرة بالتقصد بالتضييق على المصطفين بإطالتهم لأوقات طويلة ، والتحكم بهم بالتزام الطابور ، وفي ذلك استقطاب لأعداد اكبر من المستهلكين، فالتاجر في هذه الحالة يكرس كل نزعات الجشع والطمع من خلال سلوكيات الآخرين ويعزز ذلك السلوك المزيد من الشعور بنشوة نزعاته غير السوية التي توهم الناس في اغلب الأحيان انه يمتلك سلعة متميزة ومتقنة, إنها الانتهازية السلوكية . أما الظاهرة الأخرى: فهي ظاهرة التجمهر والتجمع وعرقلة السير حين تعطل آلية أو حادث مهما كانت حدته فيعود تحليلها النفسي إلى ما يعرف بآلية ( النكوص) وهي من وسائل الدفاعات النفسية الأولية لدى الإنسان التي يعمل من خلالها العقل الباطن ( عالم الخيال واللاوعي) والناجمة عن قلق وتوتر يعيشه الإنسان يصرف من خلال سلوك نكوصي إلى مرحلة أدنى من عمره ( مرحلة الطفولة أو المرهقة) والتي تمتاز بالتطفل، وشغف الاستطلاع ، والاستكشاف، وان كان على حساب تعطيل مصلحة الآخرين لان في النكوص (آنوية) إذ تتميز هذه المرحلة العمرية بالأنانية المفرطة، ولذلك ليس من الغريب أن يعرقل هؤلاء السير غير آبهين بغيرهم وبمشاعرهم، وحاجاتهم، ومهامهم .واما ظاهرة انتشار المشعوذين اللذين لا يتقاضون أجورا علاجية، فذلك يعود إلى إشباع الشعور( بالدونية) التي يعانيها المشعوذ فهو من خلال ممارسة طقوس الشعوذة بدون أجور يريد بآليه ( من خلال عالم اللاوعي) أن يرفع من شأن ذاته الدونية ليحصل بذلك على مكانة اجتماعية ودينيه مرموقة ، انه يريد أن يعلي من شأن نفسه من خلال طقوس الشعوذة. فان اللعب على الوتر الديني للناس هو الذي يوصله لهذا الهدف وبهذه الحالة يشعر بالحظوه والتكريم والتبجيل الديني ورفعة المكانة الاجتماعية التي يتربع عليها، أن مطيته في هذه الحالة الطقوس الشعوذية، والألقاب الدينية، ونظرة الرهبة والهيبة والاحترام له من قبل مرتاديه. فوراء كل هذه الظواهر الاجتماعية غير السوية اعتلال نفسي متأزم يعاني منه إنسان هذا المجتمع وان أفضل سبل الحد أو التطفيف منه هو حسن البصيرة
للدوافع النفسية التي تركل به لهذا الاضطراب السلوكي.

استشاري الامراض العصبية والنفسية



د. محمد عبد الكريم الشوبكي

www.dralshobaki.com

منقول عن الرأي الأردنية

جريدة الرأي

جريدة الرأي

جريدة الغد - أسماء المواليد: ظلال يخلدها الأحفاد إكراما للأجداد

جريدة الغد - أسماء المواليد: ظلال يخلدها الأحفاد إكراما للأجداد

Rain Choir - Perpetuum Jazzile is an a cappella jazz choir from Slovenia.

الأخبار - تقارير وحوارات - سلفيو الأردن يرفضون مقاطعة الاقتراع

الأخبار - تقارير وحوارات - سلفيو الأردن يرفضون مقاطعة الاقتراع

الرمثا نت - قصة تيدى ستودارد

الرمثا نت - قصة تيدى ستودارد

Wednesday, October 13, 2010

- مستقبل القوة

مستقبل القوة
تأسيس حكومة عالمية أمر بعيد الاحتمال في القرن الحادي والعشرين، ولكن هناك درجات متباينة من الحكم العالمي قائمة بالفعل. فالعالم يكرس المئات من هذه المؤسسات نادراً ما تكون مكتفية ذاتيا. فهي ما تزال بحاجة إلى الزعامة من قِبَل القوى العظمى. ولا نستطيع أن نجزم الآن ما إذا كانت القوى العظمى في هذا القرن قد ترقى إلى مستوى الاضطلاع بمثل هذا الدور، وإلى أي مدى قد يتغير سلوك دول مثل الصين والهند مع تزايد قوتها؟ من عجيب المفارقات بالنسبة لهؤلاء الذين يتكهنون بعالم ثلاثي الأقطاب يتألف من الولايات المتحدة والصين والهند بحلول منتصف هذا القرن أن هذه الدول الثلاث ـ الأضخم من حيث تعداد السكان ـ من بين أكثر بلدان العالم حماية لسيادتها.
يزعم بعض المحللين أن مؤسساتنا العالمية الحالية منفتحة وقابلة للتكيف بالقدر الذي يجعل دولة مثل الصين تجد أنه من مصلحتها أن تصبح ما أطلق عليه روبرت زوليك رئيس البنك الدولي ذات يوم "شريكاً مسؤولا". ويعتقد آخرون أن الصين سوف تكون راغبة في فرض علامتها الخاصة وخلق النظام المؤسسي الدولي الذي يناسبها مع تزايد قوتها.
كانت بلدان الاتحاد الأوروبي أكثر استعدادا لخوض تجربة الحد من سيادة الدولة، وقد تستمر في المزيد من الإبداع المؤسسي. ولكن من غير المرجح، إلا في حالة وقوع كارثة ككارثة الحرب العالمية الثانية، أن يشهد العالم "لحظة بنيوية جوهرية" كتلك التي شهدها مع إنشاء منظومة مؤسسات الأمم المتحدة بعد عام 1945.المعاهدات والمؤسسات والأنظمة لحكم السلوك بين الدول، بما في ذلك الاتصالات، والطيران المدني، والتخلص من النفايات في المحيطات، والتجارة، بل وحتى انتشار الأسلحة النووية.

اليوم تلعب الأمم المتحدة بوصفها مؤسسة عالمية دوراً حاسماً في التشريع الدولي، ودبلوماسية الأزمات، وحفظ السلام، والبعثات الإنسانية، ولكن حجم الأمم المتحدة أثبت أنه يشكل في حد ذاته نقطة ضعف فيما يتصل بالعديد من الوظائف الأخرى. وكما أظهرت قمة تغير المناخ التي عقدتها الأمم المتحدة في كوبنهاجن في عام 2009، فإن الاجتماعات التي تضم 192 دولة تكون غالباً غير عملية وعُرضة لسياسات التكتلات والتحركات التكتيكية من قِبَل لاعبين غير أساسيين إلى حد كبير ويفتقرون غالباً إلى الموارد اللازمة لحل المشاكل الوظيفية. وعلى حد تعبير هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية مؤخرا: "إن الأمم المتحدة تُعَد المؤسسة العالمية الأكثر أهمية على الإطلاق... ولكن هناك دوماً ما يذكرنا بالحدود التي تحكم عملها... فالأمم المتحدة لم يكن المقصود منها قط التصدي لكل التحديات؛ ولا ينبغي لها ذلك".
الواقع أن المعضلة الرئيسية التي يواجهها المجتمع الدولي الآن تدور حول كيفية استيعاب الجميع والقدرة على العمل في الوقت نفسه. ومن المرجح أن تكمن الإجابة فيما أطلق عليه الأوروبيون "الهندسة المتغيرة". فسوف نشهد العديد من أشكال التعددية و"والتعددية المصغرة"، والتي سوف تتباين تبعاً للقضية المطروحة ووفقاً لتوزيع موارد القوة.
على سبيل المثال، فيما يتصل بالشؤون النقدية، انتهى مؤتمر بريتون وودز إلى تأسيس صندوق النقد الدولي في عام 1944، ومنذ ذلك الحين توسع الصندوق ليشمل 186 دولة. ولكن هيمنة الدولار العالمية كانت تشكل السمة الحاسمة في التعاون النقدي إلى سبعينيات القرن العشرين. وبعد ما أصاب الدولار من ضعف، والقرار الذي اتخذه الرئيس ريتشارد نيكسون بإنهاء قابلية تحويل الدولار إلى ذهب، دعت فرنسا زعماء خمس دول في عام 1975 إلى الاجتماع في مكتبة شاتو دو رامبوييه لمناقشة الشؤون النقدية. وسرعان من نمت المجموعة إلى سبعة أعضاء، ثم في وقت لاحق اتسع مجالها ونطاق عضويتها ـ بما في ذلك روسيا، فضلاً عن جهاز بيروقراطي وصحافي هائل ـ لكي تصبح مجموعة الدول الثماني.
وفي أعقاب ذلك بدأت مجموعة الثماني ممارسة دعوة خمس دول من بلدان الأسواق الناشئة. وأثناء الأزمة المالية في عام 2008 تطور هيكل المجموعة فأصبحت مجموعة العشرين، التي تتباهى الآن بعضوية أكثر شمولا.
وفي الوقت نفسه واصلت مجموعة الدول السبع اجتماعاتها التي دارت حول أجندة نقدية ضيقة؛ وتم إنشاء مؤسسات جديدة، مثل مجلس الاستقرار المالي، في حين لعبت المناقشات الثنائية بين الولايات المتحدة والصين دوراً متزايد الأهمية. وعلى حد تعبير أحد الدبلوماسيين المخضرمين: "إن كنت تحاول التفاوض حول اتفاقية خاصة بسعر الصرف مع عشرين دولة أو عملية إنقاذ للمكسيك، كما حدث في وقت مبكر من ولاية كلينتون، فلن تكون مهمتك سهلة على الإطلاق. فما دام العدد أكثر من عشرة فإن إنجاز أي شيء يصبح أمراً بالغ الصعوبة".
الدبلوماسي محق بطبيعة الحال. ففي وجود ثلاث دول هناك ثلاث علاقات ثنائية، وفي وجود عشر دول هناك 45 من العلاقات الثنائية؛ وفي وجود 100 دولة فإن عدد العلاقات الثنائية يقترب من خمس آلاف علاقة.
ولهذا السبب فإن الأمم المتحدة سوف تواصل الاضطلاع بدور مهم فيما يتصل بقضايا مثل تغير المناخ، ولكن المفاوضات الأكثر تركيزاً من المرجح أن تتم في إطار مجموعات أصغر مثل منتدى القوى الاقتصادية الكبرى، حيث تمثل نحو عشر دول 80 % من الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي.
إن القسم الأعظم من عمل الحوكمة العالمية سوف يعتمد على الشبكات الرسمية وغير الرسمية، حيث يستعان بالمنظمات الشبكية (مثل مجموعة العشرين) في إعداد الأجندات، وبناء الإجماع، وتنسيق السياسات، وتبادل المعرفة، وتأسيس القواعد والمعايير. وكما تزعم آن ماري سلوتر، مديرة تخطيط السياسات في وزارة الخارجية الأميركية: "إن القوة المتدفقة من هذا النمط من الاتصال ليست سلطة فرض النتائج. فالشبكات لا يتم توجيهها والسيطرة عليها بقدر ما تتم إدارتها وتنسيق عملها، حيث يندمج عدة لاعبين في كل واحد أعظم من مجموع أجزائه".
وبعبارة أخرى فإن الشبكات تزودنا بالقدرة اللازمة لتحقيق النتائج المرجوة بالمشاركة مع لاعبين آخرين وليس ضدهم.
ولكي يتمكن المجتمع الدولي من التغلب على التحديات التي يتسم بها عصر المعلومات العالمي، فسوف يكون لزاماً عليه أن يستمر في تنمية سلسلة من الشبكات والمؤسسات التكميلية التي تكمل الإطار العالمي للأمم المتحدة.
ولكن إذا انقسمت البلدان الكبرى، فمن غير المرجح أن تتمكن المنظمات الشبكية مثل مجموعة العشرين حتى من وضع الأجندة التي تستطيع الأمم المتحدة ومؤسسات بريتون وودز أن تعمل وفقاً لها.
في أعقاب الأزمة المالية العالمية في عام 2008، بدا الأمر وكأن مجموعة العشرين عازمة على مساعدة الحكومات في تنسيق تحركاتها وتجنب انتشار نزعة الحماية. والواقع أن العالم ينتظر بفارغ الصبر لكي يرى كيف سيكون أداؤها عندما تجتمع مرة أخرى في سيول في شهرتشرين الثاني (نوفمب
ر).
* مساعد وزير الدفاع الأميركي الأسبق، وأستاذ بجامعة هارفارد، ومؤلف الكتاب الذي سيصدر قريباً تحت عنوان "مستقبل القوة".
خاص بـ"الغد" بالتنسيق مع بروجيكت سنديكيت

الصين وسباق السيطرة على الموارد

الصين وسباق السيطرة على الموارد
من بين «المخاطر» كافّة التي تهدّد النظام العالمي، قد تشكّل الديمقراطية الخطر الأكثر ثباتاً، ما لم تكن واقعة تحت السيطرة الإمبريالية، إلى جانب الخطر الكامن في الإصرار على الاستقلال بشكل عام. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه المخاوف عملت على توجيه السلطة الإمبريالية على مرّ التاريخ.هذا وقد باتت مستويات العصيان متزايدة في دول أميركا اللاتينية التي تعتبر فناءً خلفياً لواشنطن. وقد أُحرِزَت تقدماً أكبر في الخطوات التي اتّخذتها في سبيل الاستقلال في شهر فبراير بعد أن تشكّلت مجموعة دول أميركا اللاتينية ودول منطقة الكاريبي التي تضمّ شتّى الدول في هذا النصف من الكرة الأرضيّة باستثناء الولايات المتحدة وكندا.ولأوّل مرة منذ الفتوحات الإسبانية والبرتغالية منذ 500 سنة، تسعى دول أميركا اللاتينية إلى الوحدة. كما أنها بدأت تعالج المشاكل الداخلية التي أصابت قارة تملك موارد غنية إنّما تسيطر عليها جزر صغيرة تضمّ نخباً ثريّة تتوسّط بحراً من البؤس.فضلاً عن ذلك، يبدو أنّ العلاقات الجنوبية-الجنوبية تتطوّر، فيما تؤدّي الصين دوراً رائداً كمستهلكة للمواد الخام وكمستثمرة على حدّ سواء. ويتزايد تأثيرها بسرعة حتى أنه فاق تأثير الولايات المتحدة في بعض البلدان الغنية بالموارد.إلاّ أنّ التغييرات الأهم تبقى تلك التي طرأت على الساحة الشرق أوسطية. فمنذ ستين سنة، اعتبر المخطط البارز «أيه. أيه. بيرل» أن السيطرة على موارد الطاقة الهائلة في المنطقة تسمح بـ»سيطرة فعّالة على العالم».وبالطريقة ذاتها، قد تشكّل خسارة السيطرة تهديداً لمشروع الهيمنة العالميّة. وبحلول سبعينات القرن العشرين، قام المنتجون الأساسيون بتأميم مخزونات الهيدروكربونات لديهم، إلا أنّ الغرب أبقى على نفوذ كبير في المكان. وفي العام 1979، «تمّت خسارة» إيران جرّاء الإطاحة بنظام الشاه الذي فرضه الانقلاب العسكري بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا في العام 1953 لضمان بقاء هذه السيطرة بين الأيادي المناسبة. ولكن اليوم، يبدو أنّ السيطرة بدأت تفلت من أيادي حلفاء الولايات المتحدة التقليديين.يتواجد أكبر احتياطي للهيدروكربونات في العالم في السعودية، مع العلم أنّ الولايات المتحدة هي أكبر مستثمر في السعودية على الإطلاق، وشريكتها التجاريّة الأساسيّة، حتى أن السعودية تساعد على دعم اقتصاد الولايات المتحدة عن طريق الاستثمارات.غير أنّ أكثر من نصف صادرات النفط السعودية يتّجه اليوم إلى آسيا ويتمّ التخطيط لتوجيه النمو نحو الشرق. وقد ينطبق الأمر ذاته على العراق، الذي يملك المخزونات الثانية من حيث الحجم في العالم، في حال تمكن من استعادة قواه بعد الضرر الهائل الذي لحق به جرّاء العقوبات الفتّاكة الاجتياح الأميركي- البريطاني عليه. مع الإشارة إلى أنّ السياسات الأميركية تدفع إيران، وهي المنتجة الثالثة من حيث الحجم، في الاتجاه ذاته.تعتبر الصين اليوم أكبر مستوردة للنفط الشرق أوسطي، وأكبر مصدّرة له إلى المنطقة، الأمر الذي جعلها تحلّ مكان الولايات المتحدة. وتسجّل العلاقات التجارية نموا سريعاً جداً حتى أنها تضاعفت في خلال السنوات الخمس الماضية.وتبدو العواقب المترتبة عن ذلك على النظام العالمي كبيرة. شأنها شأن النهوض الهادئ لـ»منظمة شنغهاي للتعاون»، التي تضمّ معظم دول آسيا وتستبعد الولايات المتحدة – كونها قد تشكّل «مجموعة محتكرة جديدة للطاقة تضمّ منتجين ومستهلكين على حدّ سواء». بحسب خبير الاقتصاد «ستيفن كينج» الذي ألف كتاباً بعنوان «خسارة السيطرة: المخاطر الناشئة على الازدهار الغربي».أطلق صانعو السياسات الغربيون والمعلقون السياسيون على العام 2010 تسمية «سنة إيران». إذ يُعتَبَر أن إيران محطّ التركيز الأساسيّ للسياسة الخارجية الأميركية، فيما يقتصر دور أوروبا كالعادة على مراقبة ما يجري بكلّ تهذيب. ومن المتعارف عليه رسميّاً أنّ الخطر ليس عسكرياً، بل هو أكثر خطر متّصل بالاستقلال.وبهدف الحفاظ على «الاستقرار»، فرضت الولايات المتحدة عقوبات قاسية على إيران إلا أن قلّة من الناس فقط تعير هذا الأمر أهمّيّةً خارج أوروبا. كما أن دول عدم الانحياز – وتشكّل القسم الكبر من العالم–عارضت بشدّة السياسة التي اعتمدتها الولايات المتحدة تجاه إيران طوال سنوات.وتقوم تركيا وباكستان المجاورتان ببناء خطوط أنابيب جديدة تصل إلى إيران فيما تشهد التجارة نمواً كبيراً. ويشعر الرأي العام العربي بغضب كبير بسبب السياسات الغربية.أما النزاع فيعتبر مفيداً للصين، ولفت «كليتون جونز» في مجلّة «كريستيان ساينس مونيتور» إلى أنّ «المستثمرين والتجار في الصين يسدّون الفراغ الذي ظهر في إيران إثر انسحاب شركات قادمة من عدد كبير من الدول الأخرى، وخصوصاً الأوروبية منها». وتعمل الصين خصوصاً على زيادة دورها المسيطر في قطاعات صناعة الطاقة في إيران.أما ردة فعل واشنطن فيشوبها بعض اليأس. ففي أغسطس الماضي، حذّرت وزارة الخارجية الأميركية من أنه «في حال أرادت الصين متابعة الأعمال في أنحاء العالم، فسيترتب عليها حماية سمعتها، وإن اكتسبت سمعة بأنها دولة ترغب في تجنب المسؤوليات الدولية والتهرّب منها، فسيكون لذلك تأثيرات على المدى الطويل... إذ أن مسؤولياتها الدولية واضحة». وتقوم، بمعنى آخر، على الانصياع لأوامر الولايات المتحدة.ومن غير المرجح أن يتأثر الزعماء الصينيون بهذا الحديث لاسيما
أن هذه اللغة تستخدمها سلطة إمبريالية تحاول التشبث بيأس بسلطة لم تعد تملكها.وهناك خطر يفوق ذاك الذي تفرضه إيران على الهيمنة الإمبريالية، ويتمثل في رفض الصين الانصياع للأوامر وفي تجاهلها لها بازدراء، من موقعها كقوة كبرى متنامية
.
نعوم شومسكي (أستاذ في الألسنية والفلسفة في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا)
نيويورك تايمز الاميركية
الرأي الأردنية

Tuesday, October 12, 2010

التسلح النووي.. مشكلة مركزية

من بين كل مصادر الوهم الاستراتيجي والخداع السياسي اليوم، تشكل الأسلحة النووية بلا شك أكبر مساهمة في النفاق والإنفاق عديم الجدوى. والأكيد أن ذلك ينطبق بشكل خاص على بريطانيا التي تستعد لاتخاذ قرارات مهمة جداً بشأن إنفاقها العسكري هذا الأسبوع، وإن كان من المتوقع أن تتجنب اتخاذ قرار بشأن إنفاقها العسكري الجديد عبر إرجاء استبدال برنامجها «ترايدنت» للردع النووي إلى ما بعد الانتخابات العامة المقبلة. وإذا ما تم ذلك بالفعل، فهو قرار حكيم. غير أن قيمة «ترايدنت» الوحيدة بالنسبة لبريطانيا رمزية في المقام الأول، لأنه يبرر نظرياً مكانتها كعضو نووي في مجلس الأمن الدولي، يتمتع بحق الفيتو. ثم إن صواريخ «ترايدنت» توجد تحت سيطرة البحرية الأميركية منذ سنوات عدة؛ وهي غير ضرورية بالنسبة لهجوم نووي أميركي على أحد الخصوم، مثلما كان عليه الحال خلال فترة الحرب الباردة. أما قيمته بالنسبة لبريطانيا، فسياسية بالدرجة الأولى، وبالتالي فهي لا تحمل أي وجه شبه مع الرادع النووي الفرنسي الذي هو من صنع فرنسي بالكامل ويوجد تحت السيطرة الفرنسية، ويمكن استعماله ضد أي أحد يرغب الفرنسيون في مهاجمته. ونظراً لكونه عبارة عن نظام غواصات، فهو يوفر قدرة الردع للضربة الثانية: ذلك أنه غير قابل للتدمير من أول ضربة من قبل العدو، ويستطيع أن يردع بعد ذلك.كيفية إنفاق بريطانيا أموالها العسكرية، أمر يستأثر باهتمام أميركي ملح لأسباب غير نووية بالكامل، ذلك أن أعداداً كبيرة من القوات البرية تعني تقليصاً للإنفاق على «القوات الجوية الملكية» و»البحرية الملكية» في المناخ الدولي الحالي الذي يتميز بتقلص الموارد والتقشف الحكومي. وفي هذا السياق، يمارس البنتاجون كل الضغوط التي لديه على لندن حتى تحافظ على عديد القوات البرية البريطانية مرتفعاً، على اعتبار أن هذه الأخيرة تظل القوات الأجنبية الوحيدة التي يحتمل أن تظل تحت تصرف أميركا، في ما يبدو أن إدارة أوباما قد باتت مقتنعة بأنها «الحرب الطويلة التي نخوضها خلال ما تبقى من حياتنا، وحياة أبنائنا ربما»، حسب تصريح أدلى به مؤخرا الجنرال بترايوس. لذلك، فواشنطن حريصة على أن تستمر لندن في المساهمة بالجنود، رغم أن الجمهور البريطاني بدأ يشكك في أهداف هذه «الحرب الطويلة» وآفاقها. وعلى الطرف الآخر من الطيف، تعد إيران المكان حيث يهيمن سلاح نووي غير موجود على منطقة. فالمسؤولون الأميركيون والإسرائيليون، و»خبراء» مراكز البحوث، والمحللون الاستراتيجيون، يقولون لنا إنه يجب منع إيران من امتلاك القدرة على صنع سلاح نووي. وهذا يفترض أن يضع إسرائيل، والمنطقة برمتها، تحت رحمة «الملالي». لكن الحقيقة هي أن «الملالي» هم الذين تحت رحمة إسرائيل التي تملك أكبر ترسانة نووية في العالم ربما، خارج مجموعة «القوى العظمى» الحالية. لكن ما معنى «قوة نووية كبيرة»؟ إنها دولة تمتلك قوة ذات مصداقية لضربة ثانية. وبهذا المعنى، فإيران لن تتحول إلى قوة عظمى، بينما تعد إسرائيل قوة نووية كبيرة منذ وقت طويل.إن إسرائيل قلقة من سلاح نووي إيراني بسبب التأثيرات السياسية والنفسية على مكانة الدول في الشرق الأوسط؛ وذلك لأن امتلاك سلاح نووي لن يشجع إيران على مهاجمة إسرائيل أو أي بلد آخر، وإنما من شأنه أن يغير بشكل كبير المناخ السياسي الإقليمي في حال أصبحت إيران دولة نووية.غير أنه في تلك الحال، ستتعرض قوة الولايات المتحدة «غير الحركية» (مثلما بات يحلو للبنتاجون اليوم أن يصف وسائل القوة التي لا تصدر صوت انفجار) لأكبر ضربة، لأنها استثمرت الكثير من قوتها غير الحركية في التشديد على ضرورة ألا تمتلك إيران سلاحاً نووياً لدرجة أنها ستتعرض لإذلال كبير في حال حدث ذلك، وربما ستعاني أكثر من مجرد الإذلال، على اعتبار أن إيران تمتلك كذلك رادعاً غير نووي ضد أي هجوم عسكري من قبل الولايات المتحدة أو إسرائيل: إنه قدرتها على إلحاق خسائر عسكرية بالقوات الأميركية في العراق، والقوات البحرية في الخليج العربي، حيث يمكن أن تعرقل حركة الملاحة البحرية في الخليج، فتتسبب في قطع جزء مهم من إمدادات النفط الأميركية والغربية لفترة معتبرة. ولهذا، فإن البنتاجون حريص على كبح جماح إسرائيل ومنعها من مهاجمة إيران؛ لأنه في حال قامت بذلك، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها سيدفعون الكلفة. لكن هذه الإمكانية تشكل أيضاً ابتزازاً إسرائيلياً ضمنياً للولايات المتحدة: «افعلي ما نريد، وإلا فإننا سنستفز إيران لتقوم بهجوم كارثي على المصالح الأميركية عبر المنطقة».والواقع أن المصلحة الأميركية كانت ستُخدم على نحو أفضل، عقب الحرب العراقية الإيرانية عبر غض الطرف عن جهود إيران لامتلاك «طاقة نووية سلمية»، وعن سعي صدام لردع إيران. أما مواجهة كليهما، فقد جلبت لواشنطن مشاكل ومتاعب، وربما فشلاً مزدوجاً في نهاية المطاف.
ويليام فاف (كاتب ومحلل سياسي) «تريبيون ميديا سيرفس» والاتحاد الاماراتية

الأزمة الاقتصادية ووهم العملة

الأزمة الاقتصادية ووهم العملة


الضجة الغربية الخاطئة المتصاعدة حول السياسة المالية الصينية، ليست بشير خير للانتعاش العالمي الهش. وإذا كان المجتمع الدولي بصدد إيجاد وسيلة
موثوقة للخروج من الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية، الأسوأ خلال أكثر من نصف قرن، فإنه يتعين على صانعي السياسات الاقتصادية الكبرى في العالم، الوقوف بحزم ضد أي مغالطة تدافع عن سياسة العملة بوصفها إصلاحاً سهلًا. فبعد أن مرّ عامان على انهيار بنك الاستثمار الأميركي «ليمان براذرز»، ونشوب الأزمة العالمية، يبدو أمراً مخيباً للآمال إنكار بعض الدول الغنية المثقلة بالديون، للواقع القائل إن هناك حاجة ماسة إلى إجراء إصلاح أساسي لنظمها الاقتصادية والمالية. والأسوأ من ذلك، هو محاولة هذه الدول تصوير ويلاتها المحلية باعتبارها بصورة أساسية، من سياسات العملة في بلدان أخرى، حتى إن بعض السياسيين في هذه الدول المتقدمة يروّجون ل«حروب عملة»، يمكن أن تودي بالاقتصاد العالمي، إن لم يكن إلى حالة العجز، فإلى البعد عن التعافي المستدام. وبوصف الصين أكبر اقتصاد في العالم النامي، فقد بذلت قصارى جهدها لكي تقود الانتعاش العالمي، من خلال العودة سريعاً إلى مسار النمو السريع. ومع ذلك، ورغم المساهمة البارزة والمتزايدة للصين في الاقتصاد العالمي كمحرك رئيسي للنمو، يوجه بعض الساسة الغربيون، على نحو غير مسؤول، اللوم إلى السياسة المالية الصينية، التي تعتبر عامل الاستقرار الرئيسي في النمو المحلي. فضلاً عن الانتعاش العالمي. وعلى سبيل المثال، أقر مجلس النواب الأميركي أخيراً، مشروع قانون قد يمهد الطريق لفرض عقوبات على الصين، بسبب سياستها المالية. وقام «وين جيا باو» رئيس الوزراء الصيني أخيراً، بالرد على الضغط الأوروبي من أجل التعجيل بإعادة تقييم العملة الصينية. ومثل هذه الانتقادات الدولية، يكشف الافتقار المذهل في تقدير جهود الصين الرامية إلى الحد من التقلبات المدمرة في النظم المالية العالمية، والتي كانت ستخفض كثيراً من الأنشطة الاقتصادية. من خلال الحفاظ على معدل مستقر لأسعار الصرف بين اليوان والدولار الأميركي، الذي يعتبر العملة التجارية والاحتياطية الرئيسية في العالم، فقد عملت الصين بصورة جيدة كعامل استقرار رئيسي، لدعم التجارة العالمية والنظم المالية في مواجهة الأزمة. ومن أجل مواجهة انهيار الاقتصاد العالمي، فمن المؤكد أن التحرك العاجل بات أمراً ضرورياً، ولكن هذا ليس عذراً لارتكاب حماقة، مثل تفكيك تلك الركائز التي لاتزال على تماسكها. وعلاوة على ذلك، لايزال بعض السياسيين في الغرب يروجون للمغالطة بأن دولهم يمكنها شق طريقها للخروج من الأزمة، من خلال إجبار البلدان الأخرى على إعادة تقييم عملاتها. وهذا يشير إلى أنهم أبعد ما يكونون عن استيعاب نطاق المشكلة، ناهيك عن إصلاحها. ورغم أن المجتمع الدولي قد نجح حتى الآن في تجنب حدوث ركود عالمي، من خلال برامج حوافز منسقة وغير مسبوقة، فإن عملية استعادة التوازن العالمي لاتزال بعيدة عن الاكتمال. ربما تكون الاقتصادات المتقدمة بحاجة إلى مسكن في الوقت الراهن، يتمثل في انتهاج سياسات مالية ونقدية فضفاضة، ولكنها ليست بديلاً عن خطة إعادة الهيكلة الداخلية المؤلمة، التي ستقرر في نهاية المطاف القدرة على الصمود الاقتصادي في بلد ما، فضلاً عن قيمة عملته. لا شك أنه لا يمكن لأي دولة أن تبني نجاحها على المدى الطويل، على
خفض قيمة العملة.

افتتاحية صحيفة «تشاينا ديلي» الصينية

Friday, October 8, 2010

قمة سرت.. تخبط وافلاس * عبد الباري عطوان

قمة سرت.. تخبط وافلاس * عبد الباري عطوان

جريدة الدستور || مستوطن يهودي «يمرح» بدهس أطفال مقدسيين

جريدة الدستور مستوطن يهودي «يمرح» بدهس أطفال مقدسيين

جريدة الدستور || في مديح الصمت * يوسف غيشان

جريدة الدستور في مديح الصمت * يوسف غيشان

جريدة الدستور || حين يصبح البغاء فرضا دينيا!! * حلمي الأسمر

جريدة الدستور حين يصبح البغاء فرضا دينيا!! * حلمي الأسمر


أنانيّة العربي و هزائمه * كامل النصيرات

وصلني إيميل جميل : لا أعلم مدى الصدق الموجود فيه : ولكنه معبر عن طريقة تفكير ..يُقال أن سؤالاً طُرح على مجموعة من النساء العربيات: لو خيروكً ( يا أصيلة ) بين أن يموت زوجك أو يتزوج عليك : فماذا تختارين ..؟؟ الغريب أن نسبة ( 100 % ) كانت إجابتهن بموت الزوج ولا واحدة قالت : بعيد الشر عن جوزي : أو إن شاء الله إللي يكرهوه : أو خليه يتجوز ثنتين و ثلاثة بس ما تدقوا شوكة ..،، بل ذهب التبرير النسوي إلى حالة من الإيغال الأناني بفُكاهية منطقيّة وكان هناك إصرار على ( موت الزوج )..،، وكانت أجمل العبارات : يموت وأدعي له ولا يتجوز عليّ وأدعي عليه ..و..أكون أرملة ولا أكون مطلّقة ..و..الموت حق : والحياة مليانة بالفتن شو بده فيها ..و..الله يغفر له و يرحمه والمقبرة قريبة ..أحط راسي على المخدة وأنا متأكدة إنه في حضن القبر مش في حضن وحدة ثانية ..و..جنازة ولا جوازة ..الخ ..،، بغض النظر عن المنطق الحريمي في هذه الردود : إلا إنها تُدلل على شخصية العربي : فلو كان السؤال موجهاً للزوج العربي : وهل يحب أن تتزوج زوجته بعد موته : فإن أنانيته وهو في عمق الموت ستشبّ و سيتمنى لو بقيت طوال عمرها عند قبره باكية ناحبة ..،، وهناك نكتة شائعة في ذلك : أن رجلاً عربياً راجع الطبيب وقال له أنت مصاب بسرطان خطير و ستموت قريبا : فأشاع بين الناس أنه مصاب بالإيدز و سيموت قريباً ..ولما سأله الطبيب لماذا كذب في اسم المرض ..؟؟ : قال له : على الحالتين ميّت : بس حكيت إيدز عشان مرتي ..،، كلنا أنانيون : نريد أن نرى وجهنا فقط في كل اتجاه : نريد أن نجلس في كل مجلس ولا حديث للناس إلا عنّا : رغم أننا فاشلون حد الهزيمة ..،، خياراتنا هي خيارات تبدأ بنا و تنتهي بنا ..ولا شيء إلا نحن ..ومن كان عنده شكّ فيما أقول فليراجع تعامل أي شيء عربي مع كل شيء : سيجد أن العربي ( قدّم شخصيته ) و نسي ما عداها : لأنه يرى الهزيمة و الانتصار لا يمران إلا من خلال عبقريته الفذّة التي أنجبت كل هذا الكم من الهزائم المتلاحقة ..،،

الأخبار - جولة الصحافة - حرب العملات العالمية

الأخبار - جولة الصحافة - حرب العملات العالمية

Tuesday, September 28, 2010

تعليق تسجيل دواء افانديا لاحتمال تسببه بامراض قلبية

تعليق تسجيل دواء افانديا لاحتمال تسببه بامراض قلبية

جريدة الغد - إطلاق متصفح الشبكة العنكبوتية الجديد "IE9"

جريدة الغد - إطلاق متصفح الشبكة العنكبوتية الجديد "IE9"

جريدة الغد - مشعل: غموض الرؤية وفورة العاطفة

جريدة الغد - مشعل: غموض الرؤية وفورة العاطفة

جريدة الغد

جريدة الغد

جريدة الغد - خبير: الأزمة العالمية لن تنتهي قبل 2013 وأميركا تنحّت عن عرش الرأسمالية

جريدة الغد - خبير: الأزمة العالمية لن تنتهي قبل 2013 وأميركا تنحّت عن عرش الرأسمالية

مذيع في راديو " بي بي سي " يعلن وفاة ملكة بريطانيا " مزحة "

مذيع في راديو " بي بي سي " يعلن وفاة ملكة بريطانيا " مزحة "

اختفاء ظل الكعبة الجمعة المقبلة

اختفاء ظل الكعبة الجمعة المقبلة

Tuesday, August 24, 2010

الرمثا نت - واحد"خيار"

الرمثا نت - واحد"خيار"

AICC Iftar Ramdan 2010












الأردن كبير عليك

خالد الكساسبه


الاردنيون ليسوا (آل ياسر) ولن يتحملوا الاستبداد الى الابد ، وهم ليسوا (بلالا) ولن ينتظروا (ابي بكر الصديق) ليحررهم من امية ، بل هم (جساس) لن يتوانى عن قتل (كليب) ان اعتدى على ابل (البسوس) ، وهم (المهلهل ) لن يتوانوا عن رمي كاس النبيذ من ايديهم ويصرخون في وجه الكابيتاليين : "اليوم خمر وغدا امر" .

الاردنيون ، يا سادة ، نوعان : الاول قابض على انفاس الشعب ، والثاني قابض على جمرة الوطن ، ولكنهم لن يقبضوا على الظلم ،هم مثل الرومان الذين اسقطوا شاوشيسكو، ومثل اليونان الذين ثاروا على القمع والديكتاتورية ، هم يؤمنون :" ان الصبر مفتاح الفرج " ، ولكنهم يؤمنون ايضا : ان الصبر لا يطول للابد ، وان المعارضة لن تبقى الى الابد معارضة ولكنها ستتحول مع الوقت الى مجابهة .

ان التضييق على الاردنيين حول ، ولسنوات طوال ، صراعهم من صراع بناء الى صراع بقاء ، يبحثون فيه عن هويتهم ورموزهم ، وعن (جعفر) جديد يحمل راية (وصفي) و(هزاع ) ، لا يتركها حتى ولو قطعوا يديه او رجليه ، ومن هنا فان ما جرى خلال الاشهر الثلاثة الماضية من حراك لا بد له ان يستمر حتى اسقاط سمير كاستحقاق اولي نبحث بعده عن باقي الاستحقاقات وهي كثيرة.

الحراك الوطني لم ينته ، هو في حالة استعداد لما هو قادم ،الاسبوع القادم سيطلق العسكر ورقة اقتصادية تفصل البند الاقتصادي لما ورد في بيان الاول من ايار ، وبعد شهر سيطلقون ورقة اقتصادية ثم ورقة اجتماعية ليتم مناقشة هذه الاوراق قبل الدعوة لمؤتمر وطني سيعقد على الارجح في التاسع من تشرين الثاني ، اي يوم الانتخابات للاحتجاج عليها ، او في الواحد والعشرين من تشرين الثاني ليتزامن مع الكرى المئوية ل (الهية ) .

النقاشات الدائرة الان في اوساط المتقاعدين لم تحدد ان كانت الدعوة للمؤتمر ستكون عامة ام فقط قصرها على ثلاثمائة شخصية وطنية رغم كل محاولات الاجهزة الامنية زرع الانشقاقات في الحراك الوطني ، فعلوا ذلك بين المعلمين والمتقاعدين ولكن الانشقاقات المزعومة كانت باهتة لدرجة انها توارت عن الضوء حتى قبل انطلاقها رغم كل الدعم الرسمي .

نقاشات المتقاعدين تدور حاليا مع رجالات العشائر الاردنية ولكن يدهم ممدودة ايضا للجميع : احزاب ونقابات او حتى قيادات اردنية فلسطينية ممن تتبنى بيان الاول من ايار ، بموازاة ذلك كله فان المعلمين ينتظرون الرابع عشر من ايلول بشوق ، شعار اضراباتهم السابقة كان : اسقط اسقط يا بدران ، اطالبهم ان يكون شعارهم في الاضراب الايلولي : اسقط اسقط يا سمير .
قبل اسبوعين اطلق المصريون حملة ضد ترشيح مبارك لرئاسة مصر بعنوان (البلد كبيرة عليك ) ،اطالب بحملة اردنية مماثلة تقول ل سمير : (الاردن كبير عليك) .
لدي امنية ، ان يعينني سمير الرفاعي مستشارا له ، لساعة واحدة فقط ، لن اتحدث كثيرا ، لن اتفلسف ، ساقدم له افضل استشارة وبكلمة واحدة فقط : ان استقيل يا سمير ، وقبل ان تستقيل ان يقيل كل مستشاريه الذين دفعوا به في مواجهات على عدة جبهات في وقت واحد ،ساقول له ارحل بارادتك قبل ان يسقطك الشعب الاردني .

منذ تسعين عاما أقرأ الحكاية ، لكني لم انم مثل شعبي ، يقرؤن له الحكاية نفسها كل يوم مثل طفل صغير لينام ، قرات الحكاية وحزنت وتعبت ومللت ان ارى شعبي مقهور ، لا يفعل شيئا ، لا يستطيع تسلق (جبال رم ) و(الشراة) ويخرج من واديه السحيق الذي حبسوه فيه ، لا يفعل سوى النظر في وجوه السادة نيزدادون هم غنى ويزداد هو فقرا ، مللت انظر لارى : ابن الحراث حراث ، وابن (هارفارد) رئيس حكومة ، ومن خرج الى جبال (عجلون) حاربوه ، ومن تخندق في( دير ابي سعيد) حاصروه ، ومن تزنر باردنيته في (السلط) همشوه .

(انا منذ اليوم) ، لن اجوب الدنيا ، لن ابحث عن وطنيين حقيقيين ، لن اصرخ : " ان طاف رجلا كل الدنيا، لكنه لم يرى شعبا مليئا بالاحزان مثل شعبي " ، انا منذ الاول من ايار ، اردني حر ، لن (اضع راسي بين الرؤوس) ولن اهتف واردد واقول: ( يا قطاع الرؤوس) ، لن (امشي الحيط الحيط واقول يا رب الستر) ، بل سانشد للحرية والعدالة، لن اطالب بنقابة ولا بحقوق عمال المياومة ولا باستقلالية القضاء او بانتخابات نزيهة ،الاستحقاق الاهم الذي يسبق هذه الاستحقاقات هو اسقاط الرفاعي لان حكومته ان تزامنت مع مجلس النواب القادم بالتعيين فان هذا يعني الولوج في عملية بيع الوطن وتنفيذ خطط الوطن البديل على الاردن لاسيما في المرحلة القادمة التي ستحمل المفاوضات النهائية .

في الاخبار ان سمير سجل هدف (تسلل )عبر الامر بتوزيع تبرعات اردني يقيم في الخليج على الاسر الفقيرة ، لم اعجب للخبر، هذا امر طبيعي ، اذا الحكومة ورئيسها جاؤوا عبر حالة تسلل تغاضى عنها (الحكم) ولم يستمع لاحتجات (الجمهور) فلا ضير ان يستمرئ ( سمير) الأمر ، ويسجل كل يوم هدف تسلل عبر الالتفاف على الدستور وكسر (مصيدة) القانون .

بمناسبة رمضان ، كل عام وانتم بخير والاردن بخير وقمح وشعير ، واكرر بتصرف ما قراته لاحد الاصدقاء في الفيس بوك : ذهب الظمأ ،ظمأنا للحرية والخلاص من الجاثمين على صدورنا ، وابتلت العروق ، وسقط سمير ان شاء الله ، وبمناسبة رمضان هل لي ان اتسائل :هل سيصوم وزرائنا عن الكذب ،هل يغضون ابصارهم عن الصحافة الحرة ،هل سيكثرون من قراءة الدستور والالتزام به .



khaledkasasbeh@yahoo.com

كل الاردن

كل الاردن

حادث غريب عجيب في مغسلة محطة السويس Strange Accident

لن نقبل ضربة الغدر بخشوع

خالد الكساسبه


ادت سطوة (اللغة ) على الافكار في مقالة (الاردن كبير عليك ) الى اعتقاد الكثيرين اننا حصرنا هدف الحراك الشعبي باسقاط سمير الرفاعي ، رغم انني قلت في المقال وبوضوح : ان اسقاط سمير هو استحقاق اولي وضروري لانجاز ما يجب ان يتبعه من استحقاقات اخرى، وهي كثيرة، ولن يتم انجازها بدون اسقاطه .

ان اكبر عدو للحراك الوطني ، القائم حاليا في الاردن ، هو الانجرار الى الخلافات الشخصية التي يجب علينا جميعا ان ننحيها جانبا من اجل اردننا الحبيب ولذا لن اخوض في تفاصيلها وحيثياتها ،اما ثاني الاعداء فهو السماح للاحباط ان ينغل في صدورنا لان حراكنا اليوم هو فرصتنا الاخيرة للتغيير ولا مكان فيه للاحباط .

خلال الاشهر الثلاثة الماضية جرت في الاردن معركة افتراضية بين طرفين: الاول ايد بيان العسكر، والثاني وقف ضده وهاجمه ، واستطيع ان ادعي كاحد افراد الطرف الاول ، اننا انتصرنا في هذه المعركة - رغم التعتيم الذي مورس على بياننا داخل الاردن - باستثناء موقع كل الاردن ،على عدم التوطين على الورق لكنه حتى الان لم يتم الحسم على ارض الواقع ،هذا يدفعنا الى القول ان حسم هذه المعركة على الارض سيكون اهم اهداف الحراك الشعبي .

ورغم ان العسكر طالبوا في بيانهم بالالتزام بالدستور الا انني اضيف لذلك انه من الواجب ايضا اجراء تعديلات على الدستور تؤدي الى اصلاح سياسي واقتصادي واجتماعي ، وكلمة اصلاح كلمة مطاطة جدا ، في علم السياسة تعني التغيير الجذري في شكل الحكم ، وفي دهاليزها تعني التلاعب في الكلمات وتغيير الخطابات من اجل الأيحاء بقدومها اي الاصلاحات ، ولهذا فان الاوراق التي سيقدمها المتقاعدون خلال الاسابيع القليلة ستتضمن تفاصيل هذ الاصلاحات. وهنا لا اريد ان اخوض مبكرا في هذا الامر بانتظار ما ستحتوي عليه اوراق المتقاعدين وهي كما اخبرني العميد على الحباشنة رئيس اللجنة الوطنية قبل ايام لن تكون اوراقا نهائية ولكنها ستطرح للنقاش ويتم غربلتها قبل تقديمها خلال المؤتمر الوطني الذي اقترح اقامته اما في بلدة الكرامة احياء لارواح شهداء الكرامة الذين سعى البعض لسرقة النصر منهم واما في بلدة ام قيس كتحية لمؤتمري ام قيس او في الكرك بمناسبة الذكرى المئوية للهية واي كان المكان فهو ليس الاهم في المسألة بمقدار ما يهمنا ما سيتم الاتفاق عليه خلال المؤتمر .

ان عدتم لبيان الاول من ايار فانه تضمن بشكل صريح اسقاط الرفاعي ، يقول البيان ( ينبغي تشكيل الحكومات بالطبع على اساس يمثل الشعب الاردني وليس مراكز النفوذ والعائلات الحاكمة ورجال الاعمال) وفي موضع اخر يقول البيان ( ان الحاجة ملحة لقيام حكومة وطنية قادرة على الدفاع عن البلاد ومكافحة الفساد ومصادرة اموال الفاسدين واستعادة الملكية العامة لمؤسسات الوطن) .

لا يمكن الالتزام بالدستور وتعديل مواده أو دسترة قرار فك الارتباط و اعادة الاعتبار للهوية الوطنية واحلال دولة القانون في وجود حكومة (وراثية ) (ضعيفة) (معينة) و (مستفيدة) من ابقاء الوضع على ما هو عليه، لذا فان اسقاط سمير والمجيء بحكومة وطنية لن يكون هو نهاية الحراك الوطني بل على العكس سيكون بداية فعلية له تحوله من عالم النظريات التي صيغت على الورق الى بنود دستورية و قوانين تحمي الاردن وتحافظ على هويته وعلى ثرواته ومؤسساته .

ان اسقاط سمير يعبر عن رسالة احتجاجية على عودة الرفاعيين للحكم بعد ابعادهم عن الشاشة لعشرين عاما ،وهنا طبعا لم انس ان ( زيدا) كان رئيسا لمجلس الاعيان على مدى الثلاثة عشر عاما التي سبقت مجئ ولده. ولكن في العرف الاردني فان مجلس الاعيان هو مجلس صوري يمثل الملك في البرلمان، وهو الكابح الذي يستخدمه النظام في اجهاض قوانين مجلس النواب بدون اللجوء لحل مجلس النواب عقب اصداره اي قانون لا يرغب به ، وبالتالي فهو منصب شرفي لا يبيح لصاحبه اي سلطات ولكن منصب رئيس الحكومة شئ مختلف .
من غير العدالة ان نحمل كل ما يجري في الاردن اليوم الى سمير الرفاعي وانا لم احمل المسؤولية في الخراب الذي يعم بلدنا له فقط ، ومن يقرأ بين السطور في مقال (الاردن كبير عليك) يعرف ماذا اعني ، ولكنني وقفت ضد حكومته منذ اليوم الاول لمجيئها ولم انتظر ادائها ، وهو اداء غير مهني ناهيك عن انه غير وطني ،وقفت ضد الحكومة ال (سميرية) ال (وراثية) لعدة اسباب :
اولا: ان المجئ بسمير منذ البداية شكل صدمة لدى الاردنيين ورأى فيه الاردنيون عبثاً في ارادتهم الحرة التي اسقطت جده قبل خمس وخمسين عاما ووالده قبل واحد وعشرين عاما بشكل توصلوا فيه لقناعة ان استجابة الحكم لمطالبهم ما هو الا استراتيجية تهدف لتنفيس غضبهم وليس لقناعة بمطالبهم ولهذا فان اسقاطه يعبر عن احتجاج شعبي على اختياره بالاساس .
ثانيا : سمير يمثل اقصى حالات التوريث السياسي فهو ليس فقط ابن رئيس وزراء اسبق (زيد الرفاعي) وانما حفيد لرئيسي وزراء اسبقين (سمير الرفاعي وبهجت التلهوني) ،بحسب العقد الذي تم ابرامه بين الشعب والملك عبدالله وهو العقد الذي تمت دسترته في قانون 1952 فان نظام الحكم وراثي وهو وان اعطى الملك سلطة اختيار رئيس الوزراء الا ان استمرار توزير ابن الوزير وترئيس ابن الرئيس ليصبغ الاردن بالارتماء في حضن طبقة قليلة حاكمة تخلق اليأس والاحباط داخل المواطن ولا يحفزه على الابداع ، وقد اثار تعليق احد القراء على مقالي الاخير تعاطفي وألمي عندما قال : لا يهمني من يكون رئيسا للوزراء ،يهمني ان لا ابقى عاطلا عن العمل " ، اي ان سياسة التجويع والتهميش والتوريث ادت غرضها بالهاء المواطن عن حقوقه الكبرى والالتفات ،وانا اعذره ، الى حقوقه الصغرى .
ثالثا :تاريخ العائلة الرفاعية ونهجها كان دوما يتجه بعكس مصالح الشعب الاردني ، والاتكاء على كلاشيه الولاء للنظام لا يسوغ عدم الالتفات للشعب وقد عبر سمير بلسانه عن هذه المسألة قبل اسابيع عندما قال (اننا لا نبحث عن شعبية) في انتقاص للشعب .
رابعا : لا يملك سمير اي خبرات سياسية او علاقات دولية فالدراسة في هارفارد وادارة شركة خاصة لا يكفي لقيادة حكومة بلد امامه تحديات سياسية واقتصادية كبيرة. وقد اثبت اداء الرفاعي المتخبط خلال تسلمه الحكومة صحة ما اقول .

ان حكومتنا (التويترية ) ولا اعتراض لدي على فتح الوزراء حسابات في (تويتر) فانا ايضا لدي حساب هناك وحساب في ال (فيس بوك )ولكن اعتراضي على (التوترة ) و ا(لتتويت ) ينبع من امرين هو اقتصار الحساب على تويتر بشكل اصبح فيه (تويتر) كانه موقع طبقي للفئة البرجوازية الحاكمة والثاني ان تخاطب رئيس حكومة بلد لغته الرسمية العربية و وزرائه لا يتم الا باللغة الانجليزية ، في احتقار واضح للشعب .

لقد كبر الاردن وكبر الاردني واتسع وعي الاردنيين ولن يرتضوا بعد اليوم ان( يتلقوا ضربة الغدر في خشوع) ولن يكونوا بعد اليوم مثل (المسيح) يديرون خدهم الايمن لمن يضربهم على خدهم الايسر ،فزمن الانبياء ولى، والعاصفة تجرف القديسيين، والامواج تجر من لا يقف امامها قويا ، الاردني اليوم سيصلي عشقا للاردن بلا خوف من ( ابولؤلؤة مجوسي) يطعنه من الخلف، لانه يؤمن بان الضربة التي لا تكسر الظهر تقويه .

اهم ما في حراك اليوم انه قضى على الخوف داخل الاردنيين ولفت انظارهم للوضع المزري الذين يعيشون فيه و(سفينة )التغيير مضت في عرض البحر لن يستطيع (القبطان) ايقافها لان من يديرون دواليبها ومن يزودونها بالوقود اصبحوا بالألاف وان حاولتم اغراقها فان مجذفي قوارب النجاة لن يخشون الغرق .

لن نقف عند التاريخ ولن نبكي الاطلال واستعادتنا لرموزنا الاردنية لهو من قبيل اعادة الاعتبار لهم بعد التهميش الذي نالهم ولا يزال في اعلام الحكومة وكذلك من قبيل التعلم من دروس التاريخ لاستشراف ما سيكون عليه المستقبل ، قبل ايام غادر الرفاعي الى امريكا لتسجيل ولده ، حفظه الله له وحفظ كل الشباب الاردنيين في احدى الجامعات الامريكية ، لا اعتراض ، ولكن هل هذا يجعلنا نعرف من هو رئيس الوزراء الاردني بعد خمس وعشرين عاما ؟ لي السؤال ، ولكم الاجابات .

بعد كل هذا ناتي للسؤال المتكرر والمهم ماذا بعد اسقاط سمير ؟ سياتي رئيس وزراء جديد وبنفس مواصفات سمير ابن سابق لرئيس وزراء وبلا خبرات ولا يحمل له الاردن الود ولا يحمل في داخله مصلحة الاردنيين ،للتخلص من هذه المشكلة لا بد من اجراء تعديلات دستورية تؤدي الى ملكية دستورية ، الملكية الدستورية هي الحل ،لن اخوض في هذا الموضوع اليوم ولكنه سيكون عنوان مقالي القادم .




khaledkasasbeh@yahoo.com

الوظائف العليا في الدولة!

موسى العدوان


تشير الأدبيات الإدارية إلى حاجة الموظف لمؤهلات معينة ، تتناسب مع طبيعة الوظيفة التي يشغلها . وتلك المؤهلات يمكن الحصول عليها كما هو معروف من خلال الدراسة الجامعية ، أو من خلال دورات تخصصية تغذي الموظف بالمعلومات الضرورية ، لأداء عمله المستقبلي على الوجه الأكمل .

ولوضع الإنسان المناسب في المكان المناسب كما تدعي حكوماتنا الرشيدة ، فقد شُكلت في وقت سابق لجنة خاصة لاختيار موظفي الدرجات العليا في الدولة . ولكن اللجنة المذكورة أصبحت فيما بعد ديكورا تتغنى به الحكومة عندما تتحدث عن العدالة والشفافية في عملية التوظيف الصورية .

وفي حقيقة الأمر فإن اللجنة حُيدت ولم يُسمح لها بممارسة واجباتها حسب الأصول ، واستمرت العملية الانتقائية في التوظيف من قبل أصحاب القرار الحكومي ، بالاعتماد على المعارف والمحاسيب والمستوردين من شركة دبي كابتال من كلا الجنسين .

وبعيدا عن التنظير أو الرجم بالغيب ، دعونا نعود إلى منتصف عَقد التسعينات من القرن الماضي لنكتشف أن حكوماتنا المتعاقبة ، انتهجت منذ ذلك الحين أسلوبا جديدا إضافة إلى أساليبها القديمة في انتقاء موظفي الدرجات العليا وخاصة توظيف الوزراء . وهذا الأسلوب الجديد الذي يتبعه عادة الرئيس المكلف ، لا يخضع لمعايير منطقية ولا يعتمد الكفاءة وحسن السيرة والأمانة ، بل إنه يعتمد معادلة مبتكرة ملخصها " رضا أمريكا وإسرائيل " .

لا أتهم السادة الذين خضعوا لهذه التجربة بما ينتقص من وطنيتهم أو كفاءتهم ، لأنهم قد يكونوا انصاعوا للعمل راغبين أو مكرهين باعتباره أحد متطلبات الوظيفة الرسمية . ولكنني بالمقابل أوجه اللوم لمتخذي القرار في الحكومات المتعاقبة ، والذين لا يحترمون مشاعر الآخرين عندما يمنحون أولئك الموظفين ، تمييزا خاصا يختلف عن أقرانهم في مواقع أخرى ، بعد إقحامهم في مواقف محرجة تحرق أوراقهم وتسيء إليهم . وبناء عليه فإن نقدي موجه لأسلوب العمل المتبع في هذا المجال أكثر منه لأشخاص أكن لهم كل المودة والتقدير .

ففي الجانب السياسي نتذكر شخصين سياسيين شاركا في محادثات " السلام المزعوم " مع إسرائيل شكلا حكومتين على التوالي . وقد بشّرنا الأول منهما في حينه بأننا دفنا الوطن البديل إلى الأبد . وتبين لنا الآن أن الوطن البديل لم يدفن بل أنه حي يرزق ويسعى إلى التمدد شرقي النهر ، بتنسيق مع العملاء الظاهرين والمستترين ، لإحياء مشروع قديم برزت ملامحه بصورة رسمية قبل أيام معدودة . أما الثاني فقد أقنعنا بقرب قطف ثمار السلام القادم إلينا من المجهول ، ليتبين لنا هذه الأيام بأن السلام الموعود ما هو إلا حلم رأيناه في المنام .

بعد ذلك كوفئ أول سفير لنا في إسرائيل بتعيينه وزيرا للإعلام ، ثم وزيرا للخارجية ونائبا لرئيس الوزراء . تبعه سفير آخر في نفس الموقع عُين بعد نهاية ولايته رئيسا للحكومة ، فأهدى الشعب الأردني مشروع ناد للقمار كبّلنا بقيود اقتصادية احتكمت إلى قوانين أجنبية ، ورهنت مصير موازنتنا بيد أحد المستثمرين الأجانب لخمسين سنة قادمة . ومتابعة لمسلسل التوظيف سالف الذكر ، فقد عُين مؤخرا سفيرنا الذي أمضى فترة قصيرة لدى البلاط الإسرائيلي ، وزير دولة لشؤون الإعلام في حكومة الرفاعي الحالية تمهيدا لنقلة لاحقة في قادم الأيام .

وبمناسبة الحديث عن قرب تعيين سفير جديد في تل أبيب ، فإنني أتوجه إلى صاحب الحظ السعيد ــ والذي لا يزال مجهولا ــ بالتهنئة الخالصة ليس على منصبه الجديد فحسب ، بل بمنصب الوزير أو رئيس الوزراء الذي ينتظره في حكومة قادمة بعد بضع سنوات ، إذا أتقن اللعبة المطلوبة مع الأصدقاء . . !

وعند مقارنة هذا الوضع مع وضع الطرف المقابل ، نجد أن روبنشتاين رئيس الوفد الإسرائيلي المفاوض لمحادثات السلام في بداية عَقد التسعينات من القرن الماضي ، بقي يحمل حقيبته الخاصة ــ حقيبة المحامي ــ ولم نسمع أنه حمل حقيبة وزارية أو ترأس حكومة إسرائيلية ، مكافأة على جهوده المضنية في تلك المحادثات مع الوفود العربية .

وفي هذا السياق تحضرني القصة الشخصية التالية والتي أوردُها ليس من باب المزايدة على الآخرين ، وإنما من باب إبراز الحقيقة لا سيما وأن شاهدها مازال على قيد الحياة مع تمنياتي له بطول العمر . ففي عام 2001 اقترح عليّ صديقي الشاهد مرافقته إلى تل أبيب لقضاء مصلحة تجارية له هناك ، فرفضت العرض فورا وبدون تردد .

سألني الصديق عن سبب الرفض طالما أنني تحررت من القيود العسكرية ، وسنستقل سيارة مريحة في هذه الرحلة ، وسننزل في فندق من أعلى الدرجات . فأجبته بأن شيئا من ذلك لم يخطر لي ببال ، وإن ما وقف حائلا بيني وبين هذه الرحلة القصيرة هو الآتي : لقد أمضيت ما يزيد عن سبعة وثلاثين عاما في الخدمة العسكرية ، وأنا أردد على مسامع ضباطي وجنودي في المحاضرات والتمارين والعمليات العسكرية عبارة " العدو الإسرائيلي " . وبعد كل هذا الزمن الذي عشته حاملا في وجداني تلك القناعة ، أجد الآن صعوبة كبيرة في كسر هذا الحاجز النفسي ، والعبور سائحا إلى إسرائيل رغم توقيع معاهدة وادي عربه ، والعلاقات الحميمة التي تربط بين الدولتين على المستوى الرسمي . وتمترستُ خلف رفضي بعدم تلبية رغبة الصديق في ذلك الحين ، وما زلت عند موقفي حتى الآن .

ويحق لنا الآن أن نتساءل : هل تعتقد حكوماتنا الموقرة ، أننا شعب مغفل لا نعرف ما يجري حولنا على الساحة الأردنية ؟ أو أننا فاقدو الذاكرة ولا نختزن في عقولنا ما واجهنا من قضايا الوطن في الماضي القريب على الأقل ؟ فإذا كانت الحكومات تعتقد ذلك فهي واهمة ، ونطمئنها بأن ذاكرتنا تحفظ الخطايا الوطنية لعقود طويلة ، ولكنها تبرزها عند تدعو الحاجة إليها .

وفي هذا المقام يخطر ببالي ما صرح به الجنرال أيزنهاور رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في منتصف عَقد الخمسينات الماضي ، عندما وصف السياسات الحكومية بالعبارات التالية : " إن السياسات الطيبة ليست ضمانا أكيدا للنجاح . . ولكن السياسات السيئة هي ضمان محقق للفشل " . فأين تقف حكوماتنا من هذا القول الحكيم ؟

لقد صمتنا طويلا وتغاضينا عن كل المسرحيات السياسية التي استغبتنا وجرى تمثيلها أمام عيوننا ، ولم نعترض آنذاك حرصا على مصلحة الوطن . ولكن بعد أن ظهرت الحقائق وانكشف المستور ، وخاصة ما ظهر رسميا في وثيقة ( فتح ــ واشنطن ) قبل أيام ، والتي هدفت إلى إقامة وطن بديل على أنقاض الأردن عام 1970 ، فإننا نقول لحكوماتنا التائهة بصوت مرتفع وبعبارات واضحة : إن زمن الصمت الذي نعمتم ردحا من الزمن قد ولى إلى غير رجعة . . وحان الآن وقت الكلام . . فلا سكوت بعد اليوم على من يريد السوء بهذا الوطن المقدس وقيادته الحكيمة ، ولو كره المتآمرون . . !



adwanjo@hotmail.com

Tuesday, August 17, 2010

بسم الله نبدأ , وعلى هدي نبيه نسير
..بدأ هذا الدين العظيم غريباً في وقت عم بلاء الشرك كافة الأرض كما جاء في الحديث.. « إن الله نظر إلى أهل الأرض عربهم وعجمهم فمقتهم إلا قلائل من أهل الكتاب »وفي وسط هذه الظلمة الظلماء والناس بين عابد وثن وبين معتقد بتثليث أو تثنية وبين ضال ملحد , ظهر النور في ربوع مكة مؤذنا ببزوغ فجر جديد , بمثابة نقطة التحول الجذرية في تاريخ الإنسانية – " فعلى كل مسلم أن يعي ذلك جيداً بأن الإسلام كان نقطة تحول للإنسانية نقلها من جهل وتخلف إلى سمو وحضارة خلقية وعملية لولاها ما تمتع الغرب بما يتمتع به الآن ولولا أن المسلمين فرطوا في دينهم لكانوا أصحاب الصدارة الآن وما تخلفهم الحالي إلا عقاب رباني على عدم تطبيقهم لدينهم وإطاعة أمر ربهم " - وكان من الطبيعي أن يحدث الصدام الحتمي بين قوى الباطل المتمثلة في صور الكفر في داخل الجزيرة وخارجها وبين هذا النور الجديد الذي جاء من عند الله ليفرض على الناس الطهر والتحضر والسمو بدلاً من الجهل والجهالة في العمل والخلق..وإزاء هذا الصدام الشرس من قوى الشر التي تمثلت داخل مكة في شخصيات مشركي قريش , أما خارجها فتمثلت في قوى الكفر العظمى في هذا الوقت الفرس والروم , كان لزاماً على هذه الشرذمة المؤمنة القليلة أن تجابه قوى الشر , وأن تنشر ما معها من نور في وجه ما عند أعدائها من ظلمة مؤيدين في ذلك بنصر الله وتأييده , ثم بما يمن به على رسوله من حكمة وتوجيه للثلة المؤمنة , التي واجهت أعتى الإيذاءات وأشرس الابتلاءات بصدور عارية , واثقة بنصر ربها , حتى هان بلال على قومه وهانت عليه نفسه في الله وهو ثابت راسخ لا يقول إلا أحد أحد , وثبتت معه الثلة المؤمنة وعلى رأسهم رسول الهدى صلى الله عليه وسلم , والمتأمل لموقف الرسول وصحبه الكرام , يعلم جلياً بأن موقفهم كان فيه تحمل للمسئولية العظيمة الجسيمة التي وضعت على عواتقهم , من إقامة دولة الإسلام وإيصال هذه الأمانة العظيمة لمن بعدهم من الأجيال , فكانت الابتلاءات التي تقابلهم لا تقف أمامهم وإنما هي كالزبد الهش , كان إيمانهم ثابت كشم الجبال لا يتزعزع , مما يذكرنا بقول الله تعالى { فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض }وليعلم كل مسلم على وجه الأرض الآن أن نفس الأمانة ملقاة على عاتقه , في زمن غربة الإسلام , وإلصاق التهم به وبأهله , واغتصاب حرم الإسلام وأهله , مما جعل المسئولية عظيمة في الرجوع بالأمة إلى مجدها , وفي إهداء الأمانة إلى أهلها , وما أهلها إلا أجيالنا القادمة , التي لو فرطنا في ديننا وعمنا الوهن ما وصل إليهم هذا الدين , أو على أحسن الظروف لو لم نتمسك ونقف لديننا ولربنا موقف المجاهد الصلب , لولا ذلك لوصل على أحسن الظروف الدين إلى أجيالنا القادمة مشوها مبتوراً خاصة من معاني العقيدة , والولاء والبراء , والجهاد .ففي حالة عدم ثباتنا الآن إما أن يشوه الدين وإما أن ننتج أجيالاً بعيدة كل البعد عن دينها فضلاً عن أن تكون من غير أهله عياذاً بالله .لذا فليعلم كل مسلم أنه اليوم على ثغر من ثغور الإسلام , ولا وقت لنضيعه ولا وقت لضعفنا وخمولنا , فليثب كل منا وليأخذ كتابه بقوة كما قال تعالى { خذوا ما آتيناكم بقوة } ليسع كل منا جاهداً على تطبيق الشرع على نفسه أولاً ولن يكون هذا بغير علم صحيح , وليسع إلى تطبيق الشرع على نفسه وأهله وتعليمهم إياه ,فعلم بلا تطبيق نفاق , والإعراض عن العلم والعمل كفر إعراض , لذا لنتعلم ونعمل , بلا كسل ولا ملل, ولنثن ركبنا عند العلماء , ولنكن أولياء أتقياء , رهبان الليل فرسان النهار, ليكن كل منا أنموذج فريد في العلم والعمل , وكذا الاجتهاد في تحصيل أسباب الحياة المادية , بل والتفوق في ذلك لندل الناس على أن ديننا ليس دين تخلف , وأن ما حدث من انهيار إنما كان لتكاسل المسلمين والعيب فيهم وليس في دينهم , ليصلح كل منا قلبه , وليصلح أيضا بدنه حتى إذا أذن مؤذن الجهاد كنا مستعدين نشطين بأبدان سليمة وقلوب نقية خالية من الوهن والتخمة, وليعمل كل منا على نشر الدين وإهدائه لكل من حوله , عن طريق الكتيب والشريط والزيارة في الله , والدعوة بالسلوك القويم والعمل والمظهر الصالح , والدلالة على الخير , حتى تكتمل الدوائر ويعم الخير .ليكن كل منا صاحب قضية , وما قضيتنا جميعاً وهمنا المفترض إلا هذا الدين { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون }ليكن كل منا لواء للسنة مرفوع , وسراج منير يقتضي به كل زائغ أو أعمى غير بصير.لننفض عنا غبار الجهل وغبار التعصب وليكن ديدننا قول ابن القيم رحمه الله
وتعر من ثوبين من يلبســــــــهما

يلق الردى بمذلة وهـــــــــــــوان
ثوب من الجهل المركب فوقـــــه

ثوب التعصب بئست الثوبـــــــانهيا لننهض ..... هيا لنعمل ..... فيلشمر كل منا ساعده وليمد يده لإخوانه فلن ينجح بدونهم ..... اللهم انصر الأمة وارفع الغمة وحكم شرعك في الأرض ...... اللهم انصر المجاهدين في كل بقعة من بقاع الأرض ...... اللهم انصرهم في فلسطين والشيشان...... وفي أفغانستان والعراق..... وكل بلد وأرض يحارب فيها الإسلام.... اللهم هيئ للأمة أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة ويذل أهل المعصية ويؤمر فيه بالمعروف وينهى عن المنكر إنك رب ذلك والقادر عليه
سأثأر لكن لرب وديـــــــــــــــــن
وأمضى إلى سنتي في يقــــيـــــن
فإما إلى النصر فوق الأنـــــــــام
وإما إلى الله في الخالديــــــــــــنمحمد أبو الهيثم
محمد أبو الهيثم
المصدر :
خاص بإذاعة طريق الإسلام-->

الرمثا نت - من قصص العرب لا توص حريصا

الرمثا نت - من قصص العرب لا توص حريصا

الرمثا نت - من قصص العرب لا توص حريصا

الرمثا نت - من قصص العرب لا توص حريصا

Monday, August 16, 2010

جاء رمضان شهر التغيير

امير بن محمد المدري
إمام وخطيب مسجد الإيمان – اليمن


التغيير في النفوس والأمم والشعوب قضية بالغة الأهمية ،سنة من سنن الله في الكون وضع الملك جل وعلا أساسها ومحورها الرئيس لكي لا نذهب بعيدا باحثين عن حلول ،فقال جل شأنه : {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11]، ومعنى هذه الآية -كما قال ابن سعدي رحمه الله-: «أن الله لا يغير ما بقومٍ من النعمة والإحسان، ورغد العيش، حتى يغيروا ما بأنفسهم؛ بأن ينتقلوا من الإيمان إلى الكفر، ومن الطاعة إلى المعصية، أو من شكر نعم الله -تعالى- إلى البطر بها، فيسلبهم الله إياها عند ذلك».فتغيير الحال لا يكون بالتمني والأماني، ولكن بالعمل الجاد والنية الخالصة والسلوك القويم، فمن أراد أن يصل إلى بر الأمان وشاطئ السلامة فعليه أن يعد الزاد من التقوى والعمل الصالح، وأن يحكم السفينة ويتعهد الراحلة، وإلا كان كما قال القائل:
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها --- إن السفينة لا تمشي على اليبس
هل هلال رمضان والأمة مثخنة بالجراح والآلام ،من غزة المحاصرة إلى القدس الأسير ،مرورا بالعراق الباكية ،وأفغانستان المحطمة والشيشان الدامية .
أنى اتجهت إلى الإسلام في بلدٍ --- تجده كالطير مقصوصا جناحاه
والكل يصرخ وينادي ما الحل لأزماتنا والضر الذي حل بنا .فنقول لكل مسلم غيور هذا رمضان فرصةٌ مواتية للتغيير،وإصلاح النفوس والقلوب.وليعلم كل منا أنه يساهم بقسط وافر في تردي الحال وتأخر النصر إذا لم ينتهز فرصة رمضان لزيادة رصيده من الصالحات ، وتصفية ما عليه من الآثام ،حيث هو لبنة في بناء الأمة التي وعد الله بتغيير واقعها إلى أحسن وحالها إلى أفضل إن هم غيروا ما بأنفسهم.
لا تقل : من أين أبدأ => طاعه الله البدايةلا تقل : أين طريقي => شرعة الله الهدايةلا تقل : أين نعيمي => جنة الله كفايةلا تقل : في الغد أبدأ => ربما تأتي النهاية
رمضان شهر التغيير لذا نجد فيه كُلَّ شيء قد تغيرَ ، ولكن السؤال الأهم: هل رياحُ التغيير التي أحدثها هذا الضيفُ الكريم في حياتنا اكتسحت ما بدواخلنا لإحداث نقلةٍ رُوحية وجسدية تُصلح أوضاعنا وتُغيّر ما بنا من سوء؟إذا كان شهرُ رمضان أحدثَ بإذن الله في هذا الكون الشامخ تغييراً ملموساً لا ينكره أحد، إذ فتّحت أبوابُ الجنة، وغلّقت أبواب النار، وصفِّد الأعداء الألداء الشياطين، وينزل الملائكة الكرام مشاركين في سيدة الليالي ليلةِ القدر يملؤون الأرض، حصلت هذه التغييرات الكونية في سيد الشهور، أفلا تتغيرُ حياتُنا المريرة وأوضاعنا المأسوية في شهر ٍمُنح من الخصائص ما يعجز عن تدوينه المدادُ؟والتغيير الإيجابي ليس بالأمر السهل إنما يحتاج منا جميعاً إلى إرادة فولاذية، وعزيمة قوية، وقرار شجاع وسعي للتغير.انظروا إلى قصة من قتل مئة نفس، كيف وفقه الله تعالى إلى طريق التوبة، حينما بدأ يسأل، ويُلح في السؤال، ويبحث عن مخرج مما هو فيه، حينها هيأ الله له الخلاص ورزقه توبةً في آخر حياته. إن الله -جلّ وعلا- لم يكتب القرب من أحد إلا بسعيٍ منه وإقبال.فهيا لنغتنم شهر التغيير ولنصلِح أنفسنا، ولنهذِّبْها، ونغيِّر من عاداتها القبيحة إلى عاداتٍ حسنة؛ فإن غاية الصيام معالجةُ النفس وإصلاحها لتكتسب بعدها الإرادةَ الصارمة، والعزيمة الجادة على طريق الإصلاح؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].هيا لنغتنم شهر التغيير ولنصلِح قلوبَنا، ونطلِّق ما بها من أمراض إلى الأبد خلال هذا الشهر، ففي رمضان تسلم القلوبُ من وَحَرها وحسدها وحقدها وغشها وخيانتها، وتسلم من الشحناء والبغضاء، ومن التهاجر والتقاطع، لتعود إلى فطرتها الحقيقة؛ قال عليه الصلاة والسلام: (صومُ شهر الصبر وثلاثةِ أيام من كل شهر يُذهبن وَحَرَ الصدر) [أخرجه البزار وصححه الألباني].هيا لنغتنم شهر التغيير ولنصلِح ألسنتا، ونطهّرها، فهي أخطر جوارح الإنسان، صغيرة الحجم ، عظيمٌة الجُرْم ، فبالصيام يسلم اللسانُ من قول الزور، ويسلم من العمل به، ويسلم من اللغو، ويسلم من اللعن، ومن الباطل، ومن الكذب، ومن الغيبة والنميمة وغيرها، قال رسول الهدى -عليه الصلاة والسلام-: (من لم يدَعْ قولَ الزور والعملَ به، فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه) [أخرجه البخاري]، ويقول: (ليس الصيامُ من الأكل والشراب، إنما الصيامُ من اللغو والرفث؛ فإن سابك أحد أو جهل عليك فقُل: إني صائم إني صائم) [أخرجه الحاكم وصححه الألباني]، وهكذا بقية الجوارح، وبقية الأعمال، تصلُح وتتغير نحو الأفضل لمن صدق مع خالقه، فيصدقه فيما يعمل.هيا لنغتنم شهر التغيير ونستمر على الحق ونعض عليه بالنواجذ ، ونعود إلى رحاب الله ،ونترك ما ألفته النفس من لهو وهوى قد يكون الفكاك منه صعباً كما قال الشاعر :
النفس كالطفل إن تهمله شب على ... حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
هيا لنغتنم شهر التغيير ونلجأ إلى الله لجوء المضطرين المستغيثين المنيبين ،فهو وحده المغيث المجيب لمن دعاه


. أمير بن محمد المدري
اليمن


Almadari_1@hotmail.
com

جريدة الغد - خاطفو الضابطين: لا نعادي الأردن.. ونضغط لتحقيق مطالبنا من الأمم المتحدة

جريدة الغد - خاطفو الضابطين: لا نعادي الأردن.. ونضغط لتحقيق مطالبنا من الأمم المتحدة

Tuesday, August 10, 2010

د. خالد الحايك


قال الإمام البخاريّ في (كتاب الصوم) من "صحيحه":باب وجوب صوم رمضان، وقول الله تعالى: }يا أيّها الّذين آمنوا كتب عليكم الصّيام
كما كتب على الّذين من قبلكم لعلّكم تتّقون{. ثمّ ساق بإسناده إلى طلحة بن عبيداللّه - أحد العشرة المبشرين - أنّ أعرابياً جاء إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثائر الرّأس، فقال: يا رسول الله، أخبرني ماذا فرض الله عليّ من الصلاة؟ فقال: الصلوات الخمس إلا أن تطوع شيئاً. فقال: أخبرني بما فرض الله عليّ من الصيام؟ فقال: شهر رمضان إلا أن تطوع شيئاً. فقال: أخبرني ما فرض الله عليّ من الزكاة؟ فقال: فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم شرائع الإسلام. قال: والذي أكرمك لا أتطوع شيئاً ولا أنقص مما فرض الله عليّ شيئاً. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أفلح إن صدق، أو دخل الجنة إن صدق. ثمّ ساق بإسناده إلى ابن عمر رضي الله عنهما قال: صام النبي صلى الله عليه وسلم عاشوراء وأمر بصيامه، فلما فرض رمضان ترك. وكان عبدالله لا يصومه إلا أن يوافق صومه.أراد الإمام البخاريّ أن يبيّن وجوب صوم رمضان، فساق الآية الكريمة في ذلك، ثم احتج بما ورد في سنة النبيّ صلى الله عليه وسلم في سؤال هذا الرجل عن شرائع الإسلام، فذكر من بينها الصيام وأنه واجب.وقد افتتح الإمام النسائي كتاب الصيام من "السنن" بهذا الحديث تحت باب: «وجوب الصيام».وقد أراد الإمام البخاري بإيراده الآية الكريمة في تبويبه مبدأ فرض الصيام، وأراد كذلك أن يبين الخلاف بين أهل العلم في مسألة هل كان رمضان أول ما فرض من الصيام أم أنه فرض قبله صوم عاشوراء، وذلك بسوقه حديث ابن عمر في ذلك، والمسألة مشهورة في ذلك، والراجح أن صيام عاشوراء كان فرضاً قبل صيام رمضان، فلما فرض رمضان ترك صوم عاشوراء، فمن شاء صامه ومن شاء تركه، وكان ابن عمر لا يصومه إلا إذا وافق صيامه الذي يصومه ذلك اليوم. وقد ذكر الطبري - رحمه الله - في كتابه «تهذيب الآثار» من كان يصوم عاشوراء من الصحابة والتابعين ومن كان لا يصومه.معنى الصيام لغة وشرعاًالصّوم والصّيام في اللّغة: الإمساك. والصيام مصدر، من قول القائل: «صمت عن كذا وكذا»، يعني: كففت عنه. وأصوم عنه صوماً وصياماً.ومعنى الصيام: الكف عما أمر الله بالكف عنه. ومن ذلك قيل: صامت الخيل، إذا كفت عن السير، ومنه قول الله تعالى ذكره: }إنّي نذرت للرّحمن صوماً{، يعني: صمتاً عن الكلام.وفي الشّرع: إمساك مخصوص في زمن مخصوص عن شيء مخصوص بشرائط مخصوصة.قال صاحب «المحكم»: الصّوم ترك الطّعام والشّراب والنّكاح والكلام، يقال: صام صوماً وصياماً ورجل صائم وصوم.وقال الرّاغب الأصفهاني: الصّوم في الأصل الإمساك عن الفعل، ولذلك قيل للفرس الممسك عن السّير صائم، وفي الشّرع: إمساك المكلّف بالنّيّة عن تناول المطعم والمشرب والاستمناء والاستقاء من الفجر إلى المغرب.وهذا الحديث جامع لأركان الإسلام الخمس، وفي ذلك إشارة إلى أنها تؤخذ بالكلية، ولذلك حارب أبو بكر من امتنع عن أداء الزكاة، ومن العلماء من يقول بعدم قبول صيام من لا يصلي، والله المستعان

Saturday, August 7, 2010

- لا تكن صفرا.... بقلم د.نهاد جاسر أحمد-الطيف نيوز - حرية بلا حدود

- لا تكن صفرا.... بقلم د.نهاد جاسر أحمد-الطيف نيوز - حرية بلا حدود

خبرني : | قل كلمتك و لا تمش: فقر ومذلة ..والله كثير

خبرني : قل كلمتك و لا تمش: فقر ومذلة ..والله كثير

د. رولا الحروب تكتب "إعادة عقارب الساعة إلى الوراء: المعركة بين الحكومة والإعلام!"

د. رولا الحروب تكتب "إعادة عقارب الساعة إلى الوراء: المعركة بين الحكومة والإعلام!"

خبرني : | نبض الشارع: وزير عبقري في حكومة التأزيم

خبرني : نبض الشارع: وزير عبقري في حكومة التأزيم

Picasa Web Albums - Mohamed

Picasa Web Albums - Mohamed

Sunday, August 1, 2010

Tuesday, July 27, 2010

أسئلة للمتقاعدين العسكريين ومقال روبرت فسك 1/2

أسئلة للمتقاعدين العسكريين ومقال روبرت فسك 1/2

أخبار الأخيرة | سوري يقود Apple لنجاحاتها .. من ماكنتوش إلى آي باد

أخبار الأخيرة سوري يقود Apple لنجاحاتها .. من ماكنتوش إلى آي باد

هل تهدم الرمثا ذكرياتنا بحاوز الكيال؟ قضية للحوار

المصحف الجامع - تفسير - تجويد - تراجم - قراءات - بحث

المصحف الجامع - تفسير - تجويد - تراجم - قراءات - بحث

فشل ومراهقة في مواجهة المتقاعدين العسكريين


خبرني - كتب بسام بدارين مراسل صحيفة القدس العربي في عمان : سقطت عمليا النظريات الكلاسيكية في احتواء حركة المعارضة الصاعدة باسم المتقاعدين العسكريين في الاردن التي قطعت خلال اليومين الماضيين شوطا اضافيا بعد لقاءات مع قادة حراك المعلمين على امل توحيد الصفوف تمهيدا لقرار متوقع بمقاطعة الانتخابات كأداة ضغط على الحكومة واجهزتها .
ورغم ان الشخصيات الرسمية تشكك كما لاحظ المحلل السياسي فهد الخيطان بدوافع اي حراك شعبي من اي نوع وتحاول في الوقت نفسه تقزيم واحيانا تشويه طروحات المعلمين والمتقاعدين في المسارات السياسية والاجتماعية الا ان قوة هذه الطروحات تفرض وقائع جديدة في الحياة الاعلامية والسياسية لا يمكن تجاهلها او الادعاء بعدم وجودها .
وليس سرا في السياق ان بعض البيانات السياسية التي صدرت فيما يخص جدل الهوية الوطنية والوضع الديمغرافي في البلاد بدأ يخلق ارباكات اجتماعية واضحة ويخيف قواعد كبيرة من ابناء المجتمع ويقلق الكثير من الفعاليات بحيث يستقبل اركان الحكم والدولة يوميا مذكرات او رسائل عنوانها الخوف من تنامي الطروحات الانقسامية .
القلقون في هذه المساحة يسمعون كلاما مطمئنا من المسؤولين التنفيذيين بعنوان محدودية تأثيرات بعض الطروحات وعدم وجود ما يدعو للقلق لكن في بعض الحيثيات لا ينجح ذلك في طمأنة بعض رجال الاعمال الذين حاولوا اللجوء للقصر الملكي ولا حتى في تحميس قواعد الاصول والمنابت للعملية الانتخابية التي وضع رئيس الوزراء سمير الرفاعي ثقله وراءها .
على الجبهة الموازية تلقى ملاحظات المتقاعدين العسكر تفهما واحيانا تأييدا واضحا حتى من بعض السياسيين خصوصا تلك الادبيات التي تنتقد الفساد وتدعو لاصلاح جهاز الادارة البيروقراطي وتعارض بيع اصول الدولة وممتلكاتها وتطرح خطابا عن اصلاح حقيقي بما في ذلك العودة للاصول الدستورية . مثل هذه الخطابات لا يمكن معارضتها من الناحية الواقعية وحتى الوسط الفلسطيني في الاردن الذي يشعر احيانا بان بعض التعبيرات تستهدفه عمليا لا يعارض الدعوات الاصلاحية من هذا النوع ويتعاطف مع معاناة المعلمين وعمال المياومة ويوافق على اكثر من نصف ادبيات المتقاعدين التي ظهرت في عدة بيانات وتصريحات وتقدير الكاتب الصحافي المخضرم خالد محادين ان بيانات المتقاعدين لو لم تتضمن بعض النصوص التي تقلق الاردنيين من اصل فلسطيني وتوحي بالمس بحقوق المواطنة لرفع الشارع الاردني بمختلف اصوله المتقاعدين وبياناتهم على الاكتاف .
وهذه القراءة يوافق عليها الكاتب البارز عريب الرنتاوي وهو يشير الى ان البيان الاول للمتقاعدين العسكر 'اقلق' نصف الشعب ولم يحظ باجماع النصف الآخر، كما يتضح من مبادرات موازية كتلك التي طرحها الرئيس الاسبق احمد عبيدات بعنوان الميثاق الوطني واختفى معها - نقصد المبادرة .
رغم ذلك تميزت بعض الافكار التي طرحتها اوساط المتقاعدين بشعبية يوافق عليها الجميع، فلا احد في الاردن يقبل بالوطن البديل بكل الاحوال لكن لا احد ينبغي ان يقبل بترك المشروع الصهيوني والتركيز على المساس بحقوق ضحاياه في المنطقة.. يقول عمر القيسي وهو باحث متخصص بقياسات الرأي العام ان بعض العناصر في خطابات المتقاعدين وليس كلها مقلقة جدا خصوصا عدم وجود اي اشارة لمساندة حقوق اللاجىء الفلسطيني في التعبير عن هويته كما يحصل في سورية ولبنان .
القيسي يعتقد ان التركيز الشديد على مسألة 'المحاصصة' مثلا لا يتناسب مع البعد الوطني في الطروحات البارزة الآن ليس فقط لان المحاصصة لا احد يدعو لها في الاردن خصوصا من رموز الوسط الفلسطيني الثقال او المهمين ولكن ايضا لان ادبيات بعض المتقاعدين هنا تأثرت فيما يبدو بأفكار مختلقة ابتدعها بعض المثقفين وشكلت مبررا لترويج بضاعتهم .
وسط كل هذا الجدل ثمة قناعات ترسخت ابرزها فشل احتواء حراك المتقاعدين ومراهقة الاداء الوزاري، فيما يخص حراك المعلمين وعمال المياومة .
والاهم القناعة بأن تيار المتقاعدين الذي اشتبك بالسياسة من اوسع الابواب واضيقها يتحول 'لقوة معارضة ' حقيقية الآن وهي معارضة من طراز مختلف ومفاجىء ولا يمكن المزاودة عليها ومن الصعب تصنيفها واتهامها، الامر الذي سيدفع الوسط الرسمي باتجاه التحالف مع الاسلاميين .
الاخطر انها معارضة لا تلتفت للعبة التقليدية المتمثلة بمعارضة الحكومات القائمة بل تتعدى ذلك بكثير وفقا للفقرة الاولى في النص الشهير للصحافي البريطاني روبرت فيسك بعنوان احتلال الفلسطينيين للاردن .

2010/7/27

Sunday, July 25, 2010

Midad

Midad

"البلاك بيري" متهم بالتجسس والقيام بأعمال إرهابية وتخريبية

عمون - ايلاف - ثارت الخلافات بشدة في الآونة الأخيرة بين حكومات الدول التي يستخدم مواطنوها والمقيمون على أراضيها خدمات هاتف "بلاك بيري" في عديد من الدول في أوروبا وأميركا ومنطقة الخليج وآسيا وأفريقيا و بين شركة "أر أي إم ريل موشن" الكندية المنتجة لأجهزة "بلاك بيري" التي تحتفظ بكامل خدماتها في مقرها الرئيسي في كندا وتتشدد في ذلك.

كما ترفض نشر خوادم في دول أخرى، معللة موقفها ذلك بأن السماح بنشر خوادم في دول أخرى سيحد من جودة خدماتها ويصعب خدمات الصيانة في حال حدوث خلل في الأجهزة. والجدير بالذكر أن الرسائل التي ترسل عبر هواتف "بلاك بيري" تمر عبر خوادم الكمبيوترات الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، وهو ما قد يتيح إمكانية التجسس عليها والحصول على معلومات تخترق الأمن والخصوصية.

تجسس ونشر شائعات
وتتهم بعض الدول هواتف البلاك بيري بالتجسس على مصالحها الحيوية وتهديد أمنها القومي، ومحاولات اختراق أنظمة معلوماتها و أنها تعد حلقة وصل سرية بين الإرهابيين لتنفيذ أعمال إرهابية وتخريبية.

كما تتهمها دول أخرى بمساسها بأمنها الاجتماعي. وذلك من خلال المخاطر التي أثبتتها الممارسة الفعلية للجهاز كأسرع وسيلة لنشر الشائعات وتهييج الشارع مما يجعله أحد أخطر عناصر تهديد الأمن الاجتماعي. كما أن للبلاك بيري مخاطر تمس المنظومة القيمية للمجتمع خاصة في ظل ولع المراهقين والمراهقات باستخدامه وإمكانية تواصلهم مع كل مستخدمي الجهاز رغم اختلاف خلفياتهم الثقافية والأخلاقية مما قد يسفر عن خلق مشاكل أخلاقية خطيرة في ظل ضعف الرقابة الأسرية نتيجة عدم وعي بعض الآباء والأمهات بالمخاطر الأخلاقية للجهاز.

ولذلك تتوجه بعض الحكومات لمنع استخدام تلك الأجهزة على أراضيها، أو فرض رقابتها عليها على أدنى تقدير. وهو ما أدى إلى تقاسم آراء الجماهير بين مؤيد ومعارض. وتنتج تلك الاتهامات بسبب أن الجهات الرقابية الرسمية في الدول المختلفة ليس لديها إمكانية لمراقبة محتوى الرسائل والمعلومات المتوافرة داخل نطاق شبكة "أر أي إم". فرغم أنه من المفترض أن تكون كل المكالمات والرسائل القصيرة “sms” التي نجريها عبر هواتفنا خاضعة لقانون الرقابة الدولية التي تسمح للحكومات بمراقبة كل التحركات التي تدور داخل شبكة الدولة الا أن ذلك الوضع يختلف عند استخدام هاتف البلاك بييري حيث أن من يملك حق الرقابة على خدمات الهاتف هي الشركة المزودة للخدمة "أر أي إم ريل موشن" الكندية و ليس حكومات الدول التي يستخدم المقيمين فيها خدمات البلاك بيري.

شركات الاتصالات والشفرة
وتعاني شركات الاتصالات المحلية من كونها مجرد خادم لشركة البلاك بيري الكندية الأم "أر أي إم"، حيث تكمن مهمتها في جمع البيانات مشفرة "لايمكن فك الشفرة" وارسالها إلى خوادم "أر أي إم" التي تعمل على تحليل تلك الشيفرات وتخزين الرسائل فيها، ولا يحق لأحد الاطلاع عليها إلا من قبل "أر أي إم" وفي الحالات الضرورية فقط حيث للشركة الأم وحدها الحق في تفحص أي رسائل أو بيانات في حالة الشك في محتواها. وفي محاولة منها لتحجيم خطر البلاك بيري وكذلك من اجل الضغط على الشركة الأم قامت حكومات بعض الدول بالتهديد بحظر استخدام تلك الهواتف داخلها لأنها عجزت عن التحكم برقابة بعض خدمات ذلك الجهاز لأنها خارجة عن نطاق سيطرتها.

مواقف الحكومات و الشركة الأم
وكانت أول الخلافات التي نشبت بين الشركة الكندية والحكومات ما تم في نهاية عام 2008 عندما كشفت الحكومة الهندية أن منفذي تفجيرات "مومباي" التي حدثت على أراضيها في ذلك الوقت استخدموا خدمات جهاز "بلاك بري" في تواصلهم لتنفيذ تلك التفجيرات. وطلبت الحكومة الهندية من الشركة الكندية فك تشفير الرسائل المشبوهة حيث اشتكى مسئولي الاستخبارات الهنود من عدم قدرتهم على فك شفرة البيانات والرسائل التي يتم إرسالها عبر شبكة "بلاك بيري"، ولكن لاقى ذلك رفض شديد من قبل الشركة. وعللت ذلك بأنها لا تسمح لأي طرف آخر بالاطلاع على طريقة تشفير بياناتها، مما زاد من شدة التوتر بين الحكومات التي تريد حماية شعبها و أمنها و أراضيها وبين الشركة الكندية التي تحمي خصوصية عملائها وسرية بياناتهم. وفي الولايات المتحدة الأمريكية قام الفريق الأمني الرئاسي الأمريكي حسب شبكة "سي.إن.إن" الأخبارية الأمريكية بمصادرة جهاز الـ"بلاك بيري" الخاص بالرئيس باراك أوباما بسبب ما اعتبرته دواع أمنية، وذلك بعد أن استمر الرئيس في استخدام هذا الجهاز على الرغم العديد من النصائح التي كان تلقاها قبل دخوله إلى البيت الأبيض. وفي فرنسا طلبت الحكومة الفرنسية من موظفيها التوقف عن استخدام هاتف "بلاك بيري" مبررة ذلك بمخاوفها المتعلقة بأن الرسائل التي ترسل عبر الهواتف المعنية تمر عبر خوادم الكمبيوترات الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، وهو ما يتيح إمكانية التجسس عليها والحصول على معلومات تخترق الأمن والخصوصية.

وفي الإمارات أعلن عدد كبير من مستخدمي هاتف " البلاك بيري" بالدولة مخاوفهم من إستخدام ذلك الهاتف الذي لم يعد مأمونا بشكل يضمن سرية المكالمات والرسائل التي تنطلق من خلاله، خاصة بعد استطلاع الرأي الذي أجرته شركة "انتيجرل ريسيرتش" خلال الفترة من 14 إلى 16 يوليو الجاري و أوضح الإستطلاع أن 58% من المشاركين به وغالبيتهم من الذكور الإماراتيين يشعرون بالقلق بعدما أعلنت بعض الجهات أن تطبيقات جهاز" البلاك بيري" مسيطر عليها من شركات خارج نطاق السلطة القضائية لدولة الإمارات، وهو أمر بات يهدد خصوصياتهم وأعمالهم التجارية داخل وخارج الدولة التي يحتاج الكثير منها إلى السرية.

وفي الكويت يطالب البعض المسؤولين بالتأكد من هذه الاجهزة ومدى خطورتها إن وجدت فعلا، وانه اذا كانت تستخدم استخداما غير جيد فلابد أن يكون للمسؤولين وقفة جادة وحازمة معها، مشيرين الى ان أمن ومصلحة الدولة فوق كل شيء و أنه اذا كانت أجهزة البلاك بيري تشكل خطرا فلابد من مصادرة هذه الاجهزة بالكامل من حامليها. وفي المقابل قال البعض الاخر أن وقف تلك الخدمة لن يجدي خاصة ان الأفراد يمكنهم شراء «بلاك بيري» من البحرين وتشغيل الخدمة.

وفي السعودية طلبت هيئة تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات السعودية من شركة "أر أي إم" تزويدها بالوسائل التقنية التي تمكنها من الدخول على شبكتها، وأرفقت مطالبتها بتهديد بوقف الخدمة في المملكة في حالة عدم استجابة الشركة.

وفي البحرين قامت وزارة الإعلام والثقافة بمنع تناقل الأخبار بالهواتف النقالة من دون ترخيص من وزارة الإعلام، والتهديد بمعاقبة الأفراد والجهات والمسئولين على تلك الرسائل من خلال اتخاذ إجراءات قانونية من صحف وجمعيات، وذلك بهدف منع إرسال الأخبار عبر الرسائل النصية القصيرة لمشتركي خدمة "البلاك بيري" الهاتفية. وفي المقابل طالب مركز البحرين لحقوق الإنسان وزيرة الإعلام برفع الحظر على خدمات البث على البلاك بيري وغيره من وسائل النشر واحترام حقوق الناس في الحصول على الأخبار والمعلومات.

وفي مصر ألمحت الحكومة مؤخراً إلى أنها تنوى حظر خدمة "البلاك بيري"، بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي، فضلاً عن مخاوف أخرى تتعلق بخصوصية وسرية الرسائل والبيانات التي تبث من خلاله. كما حظرت قطر و تونس استخدام خدمات معينة في البلاك بيري، كما حظرت باكستان استخدامه كليا بسبب ما يشكله من اختراق للخصوصية والسرية.

خارج الحدود
والجدير بالذكر أن جهاز "البلاك بيري" هو جهاز الاتصالات الوحيد في العالم الذي يصدّر بياناته فوراً إلى خارج حدود الدول التي يعمل فيها، وهو ما يشكل خطورة بالغة على سرية المعلومات خصوصية وأمن الأفراد والدول علاوة على أن الجهة التي تتولى إدارة كل ذلك هي شركة تجارية أجنبية، وهو ما يعني أن اتصالات "البلاك بيري"، والبيانات العابرة خلاله تظل خارج نطاق الاختصاصات والقوانين المحلية في الوقت الذي يمكن أن تتم فيه مراقبة جميع الاتصالات والبيانات التي يتم تداولها عبر تلك الأجهزة بواسطة طرف ثالث خارج الدولة.

استبدال البلاك بيري بالأيفون
وكانت دراسة قد ذكرها موقع PC world وقامت بها شركة crowdscience جاء فيها أن نسبة 40% من مستخدمي جهاز البلاك بيري مستعدون لاستبداله بجهاز الأيفون وأن ثلث هذه النسبة يرغبون في تجربة جهاز يعمل بنظام تشغيل أندرو يد,مع أن جهاز البلاك بيري في مجال المحادثة والمشاركة يعتبر الأكثر استخدما,إلا أن الكثير من مستخدميه قد لا يمانعون في تجربة غيره من الأجهزة في حال توفرت لهم الفرصة,ربما يرجع ذلك لأن غالبية مستخدميه لا يتعاملون معهُ سوى في المجال التجاري فقط. أما مستخدمي جهازي الأيفون والأندر ويد فأظهرت الدراسة أن غالبيتهم لا يفكرون أبداً في الانتقال إلى غيره من الأجهزة وأن نسبة تسعة من عشرة من مستخدمي الجهازين يفضلونها في مجال العمل والاستخدام الشخصي لما يوفرانه من مميزات تجمع المجالين معاً، إضافة إلى سهولة استخدام ولوحة تحكم سريعة وسلسة. ايلاف - محمود العوضي من دبي


Saturday, July 24, 2010

قصة مقتل عثمان رضى الله عنه

الم أحسب الناس أن يقولوا امنا وهم لايفتنون
وقال النبي صلى الله عليه وسلم أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل
وإن الله يبتلي عباده على قدر إيمانهم فمن كان في دينه صلابة كانت أذيته في الله أشد
وقال النبي صلى الله عليه وسلم (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كلَّه له خير, إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ,وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له, وليس ذلك إلا للمؤمن)
لقد نظر الله في قلوب عباده, فوجد الصحابة أبر الناس قلوباً، وأعمق الناس علماً، وأفضل الناس خلقاً, قوم اختارهم الله لصحبة نبيه
خطبتنا هذه الجمعة عن علمٍ من أعلام التاريخ، ومصباحٍ من مصابيح الدجى، وقدوةٍ من عباد الله الصالحين, بحياتهم يزداد الخير، وبموتهم يزداد الشر, وتكثر الفتن والمحن
حديثنا أيها الأخوة المؤمنون عن صاحبيٍ جليلِ القدرِ والمكانةِ , صحابيٍ ابتُلِيَ في الله حقَّ الابتلاء, فصبر واحتسب, صحابيٍ حكمَ المسلمين بالعدل والإحسان.
حديثنا اليوم عن قصةِ مقتلِ عثمان رضي الله عنه.
إنه عثمانُ الخيرِ، إنه عثمانُ الحياء، إنه عثمانُ الصدق والإيمان، إنه عثمانُ البذل والتضحية ؟إنه ثالثُ الخلفاء الراشدين.
كان مقتلُ عثمان رضي الله عنه أعظمَ مصيبةٍ أصيبت بها الأمةُ بعد موتِ نبيِّها ، وإن كان الفاروقُ عمرُ رضي الله عنه قد قُتِلَ وهو أفضلُ من عثمان ,فإن قاتله كان رجلاً واحداً من المجوس لم يركع لله تعالى ركعةً، ولم يَدَّعِ بقتله إصلاحاً، بل إنه قَتَلَ نفسَه بعد فعلته .

وأما قتلةُ عثمان رضي الله عنه فهم جماعةٌ، قد دانوا بالإسلام، وأظهروا العبادةَ والصلاحَ، وزعموا بقتله الخيرَ والاصلاحَ،، وأعلنوا الخروجَ عليه ثم قتلوه، ففتحوا بابَ الفتنِ، ومفارقةِ الجماعة،
سبحان الله كيف أقدموا على هذا الفعلِ الشنيع؟ كيف سولت لهم أنفسُهم ذلك؟ وكيف وسوس الشيطانُ لهم؟
ولكنها الفتن تعمي القلوبَ والأبصارَ، نعوذُ بالله تعالى من الفتنِ ما ظهر منها وما بطنَ.
ولابد لنا أن نتكلم عن فضائله أولاً:
فضائله:
إذا ذُكِرَ عثمانُ ذكر الحياءُ فقد ثبت عنه أنه قال ألا أستحيي من رجلٍ تستحيي منه الملائكةُ .
الملائكة تستحيي منك يا عثمان.
إذا ذكر عثمان ذكر قيام الليل ففي قوله تعالى: أمّن هو قانت اناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة . قال ابن عمر هو عثمان بن عفان،؟
فقد روي عنه أنه قرأ القرآنَ العظيم كله في ركعة واحدة .في إحدى ليالي الشتاء الطويلة.
إذا ذكر عثمان ذكر التصدقُ والنفقةُ.
اعلموا أن المال من الأمور المهمة في نصرة دين الله سبحانه.
سبحان الله في جميع اياتِ القران إذا جُمِعَ بين المالِ والنفسِ قُدِمَ المالُ على النفس كقوله تعالى (وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم) إلا في ايةٍ واحدةٍ (إن الله اشترى أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة) لأهميةِ المالِ في الإسلام.
ففي غزوة تبوك
قال رسول اللَّه‏:‏ ‏‏من جهز جيش العُسرة فله الجنة‏‏, وسميت غزوة العُسرة، من قوله تعالى‏:‏ (‏ لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَة) في ساعة الضيق والشدة,
فتصدقَ عثمانُ ـ رضي اللَّه عنه بمالٍ جهَّزَ فيه نصفَ الجيش فتهلل وجه النبي فرحاًوهو يقول‏:‏ ‏‏(ما ضرَّ عثمان ما فعل بعد اليوم)‏‏‏.‏ قالها الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.
لقد أنفقَ عثمانُ رضي اللَّه عنه ـ في ذلك الجيش ,نفقة عظيمة لم ينفق أحد مثلها‏.‏
وهو الذي اشترى بئر رومة
وقد قال رسول اللَّه‏:‏ ‏‏(من حفر بئر رومة فله الجنة) فاشترى البئر وجعلها لوجه الله تعالى .قال عثمان فاشتريها من خالص مالي.؟
إذا ذكر عثمان ذكر القران لقد كان عابداً خاشعا, خائفاً من الله, لا يمل من قراءة القرآن،
وهو الذي جمعَ الناسَ على حرف واحد، وكتابة المصحف على العرضة الأخيرة التي درسها النبي مع جبريل عليه السلام في آخر حياته.
وكان سببُ ذلك أن حذيفة بن اليمان أخبره أنه لما كان في بعض الغزوات، رأى الناسَ يختلفون في قراءاتهم ويُجَهِّلُ بعضُهم بعضاً فركب حذيفةُ إلى عثمانَ,
فقال: يا أميرَ المؤمنين أدرك هذه الأمةَ قبل أن تختلف في كتابها اختلافَ اليهود والنصارى، وذَكَرَ له ما شاهد هنالك.
فعند ذلك جمع عثمانُ الصحابةَ وشاورَهم في ذلك، ورأى أن يكتب المصحف على حرف واحد.
وأن يجمع الناسَ في سائر الأقاليم على القراءة به.
فوافقهُ الصحابةُ، فحصل به إجماعُ الصحابةِ, فَأمَرَ زيدَ بن ثابت الأنصاري أن يكتب القرآن، ففعل زيدٌ ما أُمِرَ به وعندما تولى عليٌ الخلافةَ رضي الله عنه أَقَرَّ ما فعل عثمان.
فرضي اللهُ عن عثمان وجمعنا به في جنات النعيم.
أيها الأخوة المؤمنون: لقد جمعَ اللهُ لعثمانَ من الفضائلِ والمكارمِ ما جعله بحق أن يكون ثالثَ الخلفاءِ الراشدين بعد الشيخين أبي بكرٍ وعمرَ رضي الله عنهما، فلقد تزوج بنتَ رسولِ الله رقيةَ رضي الله عنها فلما توفيت, زَوَّجه رسولُ الله أمَّ كلثوم، فتوفيت أيضاً في صحبته فقال رسول الله : ((لو كان عندنا أخرى لزوجناها عثمان))،
وفي بيعةِ الرضوان التي قال الله فيها (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت) كان سببها أن عثمان خرج إلى مكةَ ليمثل المسلمين حتى أتى أبا سفيان وعظماءَ قريشٍ ,فبلَّغهم عن رسول اللَّه ما أَرسَلَهُ به،واحتَبَسَتهُ قريشٌ عندها، فبلغ رسولَ اللَّه والمسلمين أن عثمانَ بن عفان قد قُتِلَ،وهو لم يُقتَل رضي اللَّه عنه بل كان إشاعةً ولهذا حصلت بيعةُ الرضوان، فوضع يده اليمنى على يده اليسرى وقال‏:‏ ‏اللَّهم هذه عن عثمان في حاجتك وحاجة رسولك‏.
يدُ النبي هي التي نابت عن يَدِ عثمان ؟ انظروا إلى هذه الكرامة التي أكرمَ اللهُ بها عثمان رضي اللَّه عنه
ولما صعدَ رسولُ الله الجبلَ:(أي جبل أحد) ومعه أبو بكرٍ وعمرَ وعثمانَ فرجف (أي الجبل) فقال: ((اسكُن أحد فليس عليك إلا نبيٌ وصديقٌ وشهيدان)) [رواه مسلم].
ولقد كان عثمانُ صاحبَ ثروةً عظيمةً ومن كبار التجار ,صاحبَ جاهٍ في قريش وكان رجالُ قريشٍ يأتونه ويألفونه لعلمه، وتجاربه، وحسن مجالسته،
تبشيره بالجنة
وعن أبي موسى الأشعري قال: كنت مع النبي في حائط من حيطان المدينة (أي بساتينها) فجاء رجل فاستفتح (أي استأذن بالدخول) فقال النبي : ((افتح له وبَشِّره بالجنة)) ففتحت له فإذا أبو بكر، فبشرته بما قال النبي فحمد الله، ثم جاء رجل فاستفتح فقال النبي : ((افتح له وبَشِّره بالجنة)) ففتحت له، فإذا هو عمر، فأخبرته بما قال النبيُ فحمد الله، ثم استفتح رجلٌ فسكت هنيهة ثم قال لي: ((افتح له، وبشر بالجنة على بلوى تصيبه))، فإذا عثمان. فأخبرته بما قال رسول الله فحمد الله ثم قال: الله المستعان. [متفق عليه].
مقتله
ومن كان له علمٌ وعقلٌ عَلِمَ أن الخروجَ على السلاطين من أعظمِ الفتنِ التي تبتلى بها الأمة،من أهمها:سفكُ الدماء، ورفعُ الأمن، وحلولُ الخوفِ والجوعِ، والإفسادِ في الأرض،
وأن النصحَ والدعاءَ والصبرَ, والطاعةَ خيرٌ من نكثِ البيعة، ومفارقةِ الجماعة، وقد تضافرت نصوص الكتاب والسنة على ذلك {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء:59] وقال النبي (من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة شبرًا فمات ,إلا مات ميتة جاهلية)متفق عليه.
و في أواخر عهده ومع اتساع الفتوحات الاسلامية أراد بعضُ الحاقدين على الاسلام إثارةَ الفتنة ,فأخذوا يُثِيرُون الشبهاتِ, وينشرون الإشاعاتِ حولَ عثمان -رضي الله عنه- فانخدعَ بقولهم بعضُ الناسِ، وقابلوا الخليفةَ وطالبوه بالتنازل ، فدعاهم الى الاجتماع بالمسجد مع كبارِ الصحابة وغيرهم من أهل المدينة ، وفند مفترياتهم ,وأجاب على أسئلتهم, ثم عفى عنهم ،
ثم عادوا مرة اخرى وكان ذلك في أَواخرِ ذِي العقدة وعسكروا خارجَ المدينة .والناسُ فريقان خادعٌ ومخدوعٌ. وحاصروه ومنعوه من الخروج إلى المسجدِ وإلى السوقِ, وخلعوا إمامَ المسجدِ النبويِّ الذي عَيِّنَهُ عثمانُ ومنعوا إدخالَ الطعامِ والشرابِ عليه.
ودخلَ بعضُ أصحابِ النبي صلى الله عليه وسلم كلُّهم يريدون الدفاعَ عنه و كان أشهرُ هؤلاءِ الحسنُ بنُ عليٍ والحسينُ بن علي سيدا شبابِ أهلِ الجنة , وعبدُالله بن الزبير وأبو هريرة ومحمدُ بن طلحة بن عبيدالله وعبدُالله بن عمر و قد أشهروا سيوفَهم في وجهِ البغاةِ الذين أرادوا قتل عثمان رضي الله عنه.
لكنَّ الخليفةَ يكرهُ الفتنةَ, ويتقي اللهَ في دماءِ المسلمين, أن تسيلَ قطرةٌ من أجله.
قال ألستُ أميرَكم؟ قالوا: بلى, قال امرُكم أن يَلزَمَ كُلٌّ منكم بيتَه.
وقال من كانت لي في عُنُقِهِ بيعَةٌ فليضع سَيفَهُ.
وقال لِرقيقه مَن أَغمَدَ سيفَه فهو حُرٌّ.
.لايريد الفتنةَ, يريد أن يَحقن دماءَ المسلمين وهو يتذكر هذه المقالة( تقتل يا عثمان على بلوى تصيبك).
وهويتذكَّرُ قولَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم :إن ولَّاكَ اللهُ هذا الأمر يوماً فأراد المنافقون أن تخلعَ قميصَك الذي قمصَك اللهُ فلا تَخلَعه.
ويتذكر قصةَ ابني ادم وقولَ النبي (كن كخير ابني ادم) وقال كن عبدَالله المقتول ولا تكن عبدَالله القاتل.
ولا يريد أن تكون سنة بعده, كلما كرهَ قومٌ خليفَتهم قالوا له اخلع نفسَك.
وجلسَ في البيت يقرأُ القرانَ؟ وهم يحاصرونه فصار يُذَكِّرهُم ببعضِ فضائِلِه
قال أَنشدُ رجالاً يومَ اهتَزّ الجبلُ قال:(اسكن أحد فان عليك نبي وصديق وشهيدان)
و يوم بيعة الرضوان (لما وضعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يدا بالأُخرى وقال هذه يدي وهذه يد عثمان وبايع عني).
أنشد رجالاً شهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولُ من وَسَّعَ المسجدَ وسَّعَ الله عليه وبنى له به بيتاً بالجنة, ثم اشتريت أرضاً وَوَسَعتُ مسجدَ رسول الله

وفي يوم الجمعة 18 ذي الحجة سنة 35 من الهجرة أصبحَ صائماً ولَبِسَ ملابسَ زائدةَ, خشي إذا قُتِلَ أن تَنكَشِفَ عورَتُهُ . حتى وهو ميت صفة الحياء موجودة
فنشرَ المصحفَ يقرأُ القرانَ فدخل عليه بضعةُ عشر رجلاً ما فيهم أحدٌ من الصحابة و لا أبنائهم إِلا محمدَ بنَ أَبي بكر ثم تركهم وذهب.
وكان ممن افتُتِنَ بهذه الفتنة بسببِ الشائعاتِ, فقبضَه من لحيته قال لقد أَخذت مأخذا ما كان لأبي بكرٍ أن يأخذه فاستحيى وخرج واعتزل هؤلاء فلم يشاركهم في هذه الجريمة.
قالوا له: اخلعها وندعَك؟
فقال‏:‏ ‏"‏ويحك، واللَّهِ ما كشفتُ امرأةً في جاهليةٍ ولا إسلام، ولا تغنيتُ ولا وضعتُ يميني على عورتي مذ بايعتُ رسولَ اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، ولستُ خالعًا قميصًا كسانيه اللَّه عز وجل، وأنا على مكاني حتى يُكرم اللَّهُ أهلَ السعادة ويُهين اللهُ أهلَ الشقاء‏"‏‏.‏
، وقال عن نفسه أيضا قبل قتله‏:‏ ‏"‏واللَّه ما زنيت في جاهلية وإسلام قط‏"‏‏.
.
ثم قال بيني وبينكم كتابُ الله وجاء أحدُهم ممن قسى قلبُه فضرب عثمانَ بالسيف فاتَّقاه عثمانُ بيده فَقُطِعَت يدُه اليمنى قال واللهِ إنَّ هذه اليد أولُ يدٍ كتبت القرانَ الكريم من سورة ق إلى اخر المصحف في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.

بلوى عظيمة نزلت به رضي الله عنه
.ثم جاء اخر فجعلَ يخنق عثمانَ خنقاً شديداً,
اللهُ عز وجل يبتلي عبده لأجل أن يكفِّر سيئاتِه ولأجل أن يرفع درجاتِه (وليمحص الله الذين امنوا)
ثم طعنواعثمانَ تسعَ طعناتٍ.
قال الحافظ الذهبي وابن حجر وابن كثير إن أولَ قطرةِ دمٍ وقعت على المصحف على قوله (فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم).
قالت عائشة فتتبَّعَهُم اللهُ وقتلهم شرَّ قتلةٍ.
اللهُ سبحانه يُمهِل ولا يُهمِل فبعدَ أربعين سنةً قتلَ الحجاجُ اخرَهم ( إن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته)
,لم يطب لهم العيشُ إلا بقتل عثمان.
بكى الناسُ بكى الصحابةُ قُتِلَ أميرُ المؤمنين, قُتِلَ جامعُ القران, قُتِلَ المُنفِقُ بماله, قُتِلَ ذو النورين قُتِلَ الحيي الذي تستحيي منه الملائكة (ولا تحسبن الذين
فلم يراعوا له صحبتَه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ,ولم يراعوا فضلَه فإنه أفضلُ أهلِ الأرضِ في زمانه, ولم يراعوا أنه خليفةُ المسلمين ولم يراعوا عمره فكان عمره أكثر من 80 سنة , ولم يراعوا الشهرَ الحرامَ ولا البلدَ الحرام.
ودُفِنَ بالبقيع رضي الله عنك يا عثمان.
أيها المؤمنون تُعتبر فتنةُ مقتلِ الخليفةِ الراشد عثمان بن عفان -رضي الله عنه- مصيبةٌ عظيمةٌ، وحدثاً خطيراً في التاريخ الإسلامي.
بارك الله لي ولكم في القران الكريم
الخطبة الثانية
عثمان رضي الله عنه أميرُ البررة وقتيلُ الفجرة، مخذولٌ من خذله، ومنصورٌ من نصره إنه صاحبُ الهجرتين, ذو النورين وهو أحدُ العشرة المشهود لهم بالجنة,وهو ثالثُ الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين.
حكمَ الأمةَ الإسلاميةَ اثنا عشرة سنة، كثُرت في عهده الفتوحات، وجمعَ الله به ما اختلف عليه الناسُ، فقد جمع القرآن في عهده على حرف واحد, وحجّ بالناس عشر حجج متوالية, وهو أحدُ الستة الذين توفي رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ وهو عنهم راضٍ
، كان عادلاً رحيماً ، فأحبَّه الناسُ ورضوا به، ولذلك لمَّا كان يومُ موته حزن الناسُ عليه حزناً شديداً، وبكى كبارُ الصحابة ، وتأسفوا عليه أسفاً بالغاً.
و لماذا لا يبكُون ويتأسَّفُون ويحزُنُون وهم يفتَقِدون رجلاً صالحاً ,وإماماً عادلاً، إماماً نشر فيهم العلمَ والدين، وحكمَ بهم بشريعةِ سيد المرسلين،
ولم يثبت أن أحداً من الصحابة شاركَ في مقتلِ عثمان إلا ما كان من موقف محمدِ بن أبي بكر كما سبق انفا ، بل حاولَ الصحابة رضي الله عنهم أن يدافعوا عن عثمان ولكنه أمرهم رضي الله عنه بالكف عن القتال ولزوم بيوتهم، واختار حقنَ دمائِهم وفداءَ أرواحِهم بدمِه وروحِه.
كُتِبَ الفناءُ على النفوسِ فما يُرى حيٌّ يدومُ مخلداً ويعمَّرُ
لكن من اتَّخَذَ الصلاحَ شعارَه تفنى الخليقةُ وهو حيٌّ يُذكَرُ
مَا مات من نشرَ الفضيلةَ والتُّقَى وأقامَ صَرحاً أُسُّهُ لا يُكسرُ
ماذا أقولُ عن المصابِ ومُهجَتي ألماً تغص وعَبرتي تَتَكَسَّرُ
هكذا يفعلُ الإيمانُ بأهله هكذا يفعل الصدقُ بأهله هكذا يفعل الإخلاصُ بأهله إنها التضحيةُ , إنها التقوى , إنها الخشيةُ
رضي الله عنك يا عثمان وجمعنا بك في جنات النعيم مع الحبيب محمد