Tuesday, August 24, 2010

الرمثا نت - واحد"خيار"

الرمثا نت - واحد"خيار"

AICC Iftar Ramdan 2010












الأردن كبير عليك

خالد الكساسبه


الاردنيون ليسوا (آل ياسر) ولن يتحملوا الاستبداد الى الابد ، وهم ليسوا (بلالا) ولن ينتظروا (ابي بكر الصديق) ليحررهم من امية ، بل هم (جساس) لن يتوانى عن قتل (كليب) ان اعتدى على ابل (البسوس) ، وهم (المهلهل ) لن يتوانوا عن رمي كاس النبيذ من ايديهم ويصرخون في وجه الكابيتاليين : "اليوم خمر وغدا امر" .

الاردنيون ، يا سادة ، نوعان : الاول قابض على انفاس الشعب ، والثاني قابض على جمرة الوطن ، ولكنهم لن يقبضوا على الظلم ،هم مثل الرومان الذين اسقطوا شاوشيسكو، ومثل اليونان الذين ثاروا على القمع والديكتاتورية ، هم يؤمنون :" ان الصبر مفتاح الفرج " ، ولكنهم يؤمنون ايضا : ان الصبر لا يطول للابد ، وان المعارضة لن تبقى الى الابد معارضة ولكنها ستتحول مع الوقت الى مجابهة .

ان التضييق على الاردنيين حول ، ولسنوات طوال ، صراعهم من صراع بناء الى صراع بقاء ، يبحثون فيه عن هويتهم ورموزهم ، وعن (جعفر) جديد يحمل راية (وصفي) و(هزاع ) ، لا يتركها حتى ولو قطعوا يديه او رجليه ، ومن هنا فان ما جرى خلال الاشهر الثلاثة الماضية من حراك لا بد له ان يستمر حتى اسقاط سمير كاستحقاق اولي نبحث بعده عن باقي الاستحقاقات وهي كثيرة.

الحراك الوطني لم ينته ، هو في حالة استعداد لما هو قادم ،الاسبوع القادم سيطلق العسكر ورقة اقتصادية تفصل البند الاقتصادي لما ورد في بيان الاول من ايار ، وبعد شهر سيطلقون ورقة اقتصادية ثم ورقة اجتماعية ليتم مناقشة هذه الاوراق قبل الدعوة لمؤتمر وطني سيعقد على الارجح في التاسع من تشرين الثاني ، اي يوم الانتخابات للاحتجاج عليها ، او في الواحد والعشرين من تشرين الثاني ليتزامن مع الكرى المئوية ل (الهية ) .

النقاشات الدائرة الان في اوساط المتقاعدين لم تحدد ان كانت الدعوة للمؤتمر ستكون عامة ام فقط قصرها على ثلاثمائة شخصية وطنية رغم كل محاولات الاجهزة الامنية زرع الانشقاقات في الحراك الوطني ، فعلوا ذلك بين المعلمين والمتقاعدين ولكن الانشقاقات المزعومة كانت باهتة لدرجة انها توارت عن الضوء حتى قبل انطلاقها رغم كل الدعم الرسمي .

نقاشات المتقاعدين تدور حاليا مع رجالات العشائر الاردنية ولكن يدهم ممدودة ايضا للجميع : احزاب ونقابات او حتى قيادات اردنية فلسطينية ممن تتبنى بيان الاول من ايار ، بموازاة ذلك كله فان المعلمين ينتظرون الرابع عشر من ايلول بشوق ، شعار اضراباتهم السابقة كان : اسقط اسقط يا بدران ، اطالبهم ان يكون شعارهم في الاضراب الايلولي : اسقط اسقط يا سمير .
قبل اسبوعين اطلق المصريون حملة ضد ترشيح مبارك لرئاسة مصر بعنوان (البلد كبيرة عليك ) ،اطالب بحملة اردنية مماثلة تقول ل سمير : (الاردن كبير عليك) .
لدي امنية ، ان يعينني سمير الرفاعي مستشارا له ، لساعة واحدة فقط ، لن اتحدث كثيرا ، لن اتفلسف ، ساقدم له افضل استشارة وبكلمة واحدة فقط : ان استقيل يا سمير ، وقبل ان تستقيل ان يقيل كل مستشاريه الذين دفعوا به في مواجهات على عدة جبهات في وقت واحد ،ساقول له ارحل بارادتك قبل ان يسقطك الشعب الاردني .

منذ تسعين عاما أقرأ الحكاية ، لكني لم انم مثل شعبي ، يقرؤن له الحكاية نفسها كل يوم مثل طفل صغير لينام ، قرات الحكاية وحزنت وتعبت ومللت ان ارى شعبي مقهور ، لا يفعل شيئا ، لا يستطيع تسلق (جبال رم ) و(الشراة) ويخرج من واديه السحيق الذي حبسوه فيه ، لا يفعل سوى النظر في وجوه السادة نيزدادون هم غنى ويزداد هو فقرا ، مللت انظر لارى : ابن الحراث حراث ، وابن (هارفارد) رئيس حكومة ، ومن خرج الى جبال (عجلون) حاربوه ، ومن تخندق في( دير ابي سعيد) حاصروه ، ومن تزنر باردنيته في (السلط) همشوه .

(انا منذ اليوم) ، لن اجوب الدنيا ، لن ابحث عن وطنيين حقيقيين ، لن اصرخ : " ان طاف رجلا كل الدنيا، لكنه لم يرى شعبا مليئا بالاحزان مثل شعبي " ، انا منذ الاول من ايار ، اردني حر ، لن (اضع راسي بين الرؤوس) ولن اهتف واردد واقول: ( يا قطاع الرؤوس) ، لن (امشي الحيط الحيط واقول يا رب الستر) ، بل سانشد للحرية والعدالة، لن اطالب بنقابة ولا بحقوق عمال المياومة ولا باستقلالية القضاء او بانتخابات نزيهة ،الاستحقاق الاهم الذي يسبق هذه الاستحقاقات هو اسقاط الرفاعي لان حكومته ان تزامنت مع مجلس النواب القادم بالتعيين فان هذا يعني الولوج في عملية بيع الوطن وتنفيذ خطط الوطن البديل على الاردن لاسيما في المرحلة القادمة التي ستحمل المفاوضات النهائية .

في الاخبار ان سمير سجل هدف (تسلل )عبر الامر بتوزيع تبرعات اردني يقيم في الخليج على الاسر الفقيرة ، لم اعجب للخبر، هذا امر طبيعي ، اذا الحكومة ورئيسها جاؤوا عبر حالة تسلل تغاضى عنها (الحكم) ولم يستمع لاحتجات (الجمهور) فلا ضير ان يستمرئ ( سمير) الأمر ، ويسجل كل يوم هدف تسلل عبر الالتفاف على الدستور وكسر (مصيدة) القانون .

بمناسبة رمضان ، كل عام وانتم بخير والاردن بخير وقمح وشعير ، واكرر بتصرف ما قراته لاحد الاصدقاء في الفيس بوك : ذهب الظمأ ،ظمأنا للحرية والخلاص من الجاثمين على صدورنا ، وابتلت العروق ، وسقط سمير ان شاء الله ، وبمناسبة رمضان هل لي ان اتسائل :هل سيصوم وزرائنا عن الكذب ،هل يغضون ابصارهم عن الصحافة الحرة ،هل سيكثرون من قراءة الدستور والالتزام به .



khaledkasasbeh@yahoo.com

كل الاردن

كل الاردن

حادث غريب عجيب في مغسلة محطة السويس Strange Accident

لن نقبل ضربة الغدر بخشوع

خالد الكساسبه


ادت سطوة (اللغة ) على الافكار في مقالة (الاردن كبير عليك ) الى اعتقاد الكثيرين اننا حصرنا هدف الحراك الشعبي باسقاط سمير الرفاعي ، رغم انني قلت في المقال وبوضوح : ان اسقاط سمير هو استحقاق اولي وضروري لانجاز ما يجب ان يتبعه من استحقاقات اخرى، وهي كثيرة، ولن يتم انجازها بدون اسقاطه .

ان اكبر عدو للحراك الوطني ، القائم حاليا في الاردن ، هو الانجرار الى الخلافات الشخصية التي يجب علينا جميعا ان ننحيها جانبا من اجل اردننا الحبيب ولذا لن اخوض في تفاصيلها وحيثياتها ،اما ثاني الاعداء فهو السماح للاحباط ان ينغل في صدورنا لان حراكنا اليوم هو فرصتنا الاخيرة للتغيير ولا مكان فيه للاحباط .

خلال الاشهر الثلاثة الماضية جرت في الاردن معركة افتراضية بين طرفين: الاول ايد بيان العسكر، والثاني وقف ضده وهاجمه ، واستطيع ان ادعي كاحد افراد الطرف الاول ، اننا انتصرنا في هذه المعركة - رغم التعتيم الذي مورس على بياننا داخل الاردن - باستثناء موقع كل الاردن ،على عدم التوطين على الورق لكنه حتى الان لم يتم الحسم على ارض الواقع ،هذا يدفعنا الى القول ان حسم هذه المعركة على الارض سيكون اهم اهداف الحراك الشعبي .

ورغم ان العسكر طالبوا في بيانهم بالالتزام بالدستور الا انني اضيف لذلك انه من الواجب ايضا اجراء تعديلات على الدستور تؤدي الى اصلاح سياسي واقتصادي واجتماعي ، وكلمة اصلاح كلمة مطاطة جدا ، في علم السياسة تعني التغيير الجذري في شكل الحكم ، وفي دهاليزها تعني التلاعب في الكلمات وتغيير الخطابات من اجل الأيحاء بقدومها اي الاصلاحات ، ولهذا فان الاوراق التي سيقدمها المتقاعدون خلال الاسابيع القليلة ستتضمن تفاصيل هذ الاصلاحات. وهنا لا اريد ان اخوض مبكرا في هذا الامر بانتظار ما ستحتوي عليه اوراق المتقاعدين وهي كما اخبرني العميد على الحباشنة رئيس اللجنة الوطنية قبل ايام لن تكون اوراقا نهائية ولكنها ستطرح للنقاش ويتم غربلتها قبل تقديمها خلال المؤتمر الوطني الذي اقترح اقامته اما في بلدة الكرامة احياء لارواح شهداء الكرامة الذين سعى البعض لسرقة النصر منهم واما في بلدة ام قيس كتحية لمؤتمري ام قيس او في الكرك بمناسبة الذكرى المئوية للهية واي كان المكان فهو ليس الاهم في المسألة بمقدار ما يهمنا ما سيتم الاتفاق عليه خلال المؤتمر .

ان عدتم لبيان الاول من ايار فانه تضمن بشكل صريح اسقاط الرفاعي ، يقول البيان ( ينبغي تشكيل الحكومات بالطبع على اساس يمثل الشعب الاردني وليس مراكز النفوذ والعائلات الحاكمة ورجال الاعمال) وفي موضع اخر يقول البيان ( ان الحاجة ملحة لقيام حكومة وطنية قادرة على الدفاع عن البلاد ومكافحة الفساد ومصادرة اموال الفاسدين واستعادة الملكية العامة لمؤسسات الوطن) .

لا يمكن الالتزام بالدستور وتعديل مواده أو دسترة قرار فك الارتباط و اعادة الاعتبار للهوية الوطنية واحلال دولة القانون في وجود حكومة (وراثية ) (ضعيفة) (معينة) و (مستفيدة) من ابقاء الوضع على ما هو عليه، لذا فان اسقاط سمير والمجيء بحكومة وطنية لن يكون هو نهاية الحراك الوطني بل على العكس سيكون بداية فعلية له تحوله من عالم النظريات التي صيغت على الورق الى بنود دستورية و قوانين تحمي الاردن وتحافظ على هويته وعلى ثرواته ومؤسساته .

ان اسقاط سمير يعبر عن رسالة احتجاجية على عودة الرفاعيين للحكم بعد ابعادهم عن الشاشة لعشرين عاما ،وهنا طبعا لم انس ان ( زيدا) كان رئيسا لمجلس الاعيان على مدى الثلاثة عشر عاما التي سبقت مجئ ولده. ولكن في العرف الاردني فان مجلس الاعيان هو مجلس صوري يمثل الملك في البرلمان، وهو الكابح الذي يستخدمه النظام في اجهاض قوانين مجلس النواب بدون اللجوء لحل مجلس النواب عقب اصداره اي قانون لا يرغب به ، وبالتالي فهو منصب شرفي لا يبيح لصاحبه اي سلطات ولكن منصب رئيس الحكومة شئ مختلف .
من غير العدالة ان نحمل كل ما يجري في الاردن اليوم الى سمير الرفاعي وانا لم احمل المسؤولية في الخراب الذي يعم بلدنا له فقط ، ومن يقرأ بين السطور في مقال (الاردن كبير عليك) يعرف ماذا اعني ، ولكنني وقفت ضد حكومته منذ اليوم الاول لمجيئها ولم انتظر ادائها ، وهو اداء غير مهني ناهيك عن انه غير وطني ،وقفت ضد الحكومة ال (سميرية) ال (وراثية) لعدة اسباب :
اولا: ان المجئ بسمير منذ البداية شكل صدمة لدى الاردنيين ورأى فيه الاردنيون عبثاً في ارادتهم الحرة التي اسقطت جده قبل خمس وخمسين عاما ووالده قبل واحد وعشرين عاما بشكل توصلوا فيه لقناعة ان استجابة الحكم لمطالبهم ما هو الا استراتيجية تهدف لتنفيس غضبهم وليس لقناعة بمطالبهم ولهذا فان اسقاطه يعبر عن احتجاج شعبي على اختياره بالاساس .
ثانيا : سمير يمثل اقصى حالات التوريث السياسي فهو ليس فقط ابن رئيس وزراء اسبق (زيد الرفاعي) وانما حفيد لرئيسي وزراء اسبقين (سمير الرفاعي وبهجت التلهوني) ،بحسب العقد الذي تم ابرامه بين الشعب والملك عبدالله وهو العقد الذي تمت دسترته في قانون 1952 فان نظام الحكم وراثي وهو وان اعطى الملك سلطة اختيار رئيس الوزراء الا ان استمرار توزير ابن الوزير وترئيس ابن الرئيس ليصبغ الاردن بالارتماء في حضن طبقة قليلة حاكمة تخلق اليأس والاحباط داخل المواطن ولا يحفزه على الابداع ، وقد اثار تعليق احد القراء على مقالي الاخير تعاطفي وألمي عندما قال : لا يهمني من يكون رئيسا للوزراء ،يهمني ان لا ابقى عاطلا عن العمل " ، اي ان سياسة التجويع والتهميش والتوريث ادت غرضها بالهاء المواطن عن حقوقه الكبرى والالتفات ،وانا اعذره ، الى حقوقه الصغرى .
ثالثا :تاريخ العائلة الرفاعية ونهجها كان دوما يتجه بعكس مصالح الشعب الاردني ، والاتكاء على كلاشيه الولاء للنظام لا يسوغ عدم الالتفات للشعب وقد عبر سمير بلسانه عن هذه المسألة قبل اسابيع عندما قال (اننا لا نبحث عن شعبية) في انتقاص للشعب .
رابعا : لا يملك سمير اي خبرات سياسية او علاقات دولية فالدراسة في هارفارد وادارة شركة خاصة لا يكفي لقيادة حكومة بلد امامه تحديات سياسية واقتصادية كبيرة. وقد اثبت اداء الرفاعي المتخبط خلال تسلمه الحكومة صحة ما اقول .

ان حكومتنا (التويترية ) ولا اعتراض لدي على فتح الوزراء حسابات في (تويتر) فانا ايضا لدي حساب هناك وحساب في ال (فيس بوك )ولكن اعتراضي على (التوترة ) و ا(لتتويت ) ينبع من امرين هو اقتصار الحساب على تويتر بشكل اصبح فيه (تويتر) كانه موقع طبقي للفئة البرجوازية الحاكمة والثاني ان تخاطب رئيس حكومة بلد لغته الرسمية العربية و وزرائه لا يتم الا باللغة الانجليزية ، في احتقار واضح للشعب .

لقد كبر الاردن وكبر الاردني واتسع وعي الاردنيين ولن يرتضوا بعد اليوم ان( يتلقوا ضربة الغدر في خشوع) ولن يكونوا بعد اليوم مثل (المسيح) يديرون خدهم الايمن لمن يضربهم على خدهم الايسر ،فزمن الانبياء ولى، والعاصفة تجرف القديسيين، والامواج تجر من لا يقف امامها قويا ، الاردني اليوم سيصلي عشقا للاردن بلا خوف من ( ابولؤلؤة مجوسي) يطعنه من الخلف، لانه يؤمن بان الضربة التي لا تكسر الظهر تقويه .

اهم ما في حراك اليوم انه قضى على الخوف داخل الاردنيين ولفت انظارهم للوضع المزري الذين يعيشون فيه و(سفينة )التغيير مضت في عرض البحر لن يستطيع (القبطان) ايقافها لان من يديرون دواليبها ومن يزودونها بالوقود اصبحوا بالألاف وان حاولتم اغراقها فان مجذفي قوارب النجاة لن يخشون الغرق .

لن نقف عند التاريخ ولن نبكي الاطلال واستعادتنا لرموزنا الاردنية لهو من قبيل اعادة الاعتبار لهم بعد التهميش الذي نالهم ولا يزال في اعلام الحكومة وكذلك من قبيل التعلم من دروس التاريخ لاستشراف ما سيكون عليه المستقبل ، قبل ايام غادر الرفاعي الى امريكا لتسجيل ولده ، حفظه الله له وحفظ كل الشباب الاردنيين في احدى الجامعات الامريكية ، لا اعتراض ، ولكن هل هذا يجعلنا نعرف من هو رئيس الوزراء الاردني بعد خمس وعشرين عاما ؟ لي السؤال ، ولكم الاجابات .

بعد كل هذا ناتي للسؤال المتكرر والمهم ماذا بعد اسقاط سمير ؟ سياتي رئيس وزراء جديد وبنفس مواصفات سمير ابن سابق لرئيس وزراء وبلا خبرات ولا يحمل له الاردن الود ولا يحمل في داخله مصلحة الاردنيين ،للتخلص من هذه المشكلة لا بد من اجراء تعديلات دستورية تؤدي الى ملكية دستورية ، الملكية الدستورية هي الحل ،لن اخوض في هذا الموضوع اليوم ولكنه سيكون عنوان مقالي القادم .




khaledkasasbeh@yahoo.com

الوظائف العليا في الدولة!

موسى العدوان


تشير الأدبيات الإدارية إلى حاجة الموظف لمؤهلات معينة ، تتناسب مع طبيعة الوظيفة التي يشغلها . وتلك المؤهلات يمكن الحصول عليها كما هو معروف من خلال الدراسة الجامعية ، أو من خلال دورات تخصصية تغذي الموظف بالمعلومات الضرورية ، لأداء عمله المستقبلي على الوجه الأكمل .

ولوضع الإنسان المناسب في المكان المناسب كما تدعي حكوماتنا الرشيدة ، فقد شُكلت في وقت سابق لجنة خاصة لاختيار موظفي الدرجات العليا في الدولة . ولكن اللجنة المذكورة أصبحت فيما بعد ديكورا تتغنى به الحكومة عندما تتحدث عن العدالة والشفافية في عملية التوظيف الصورية .

وفي حقيقة الأمر فإن اللجنة حُيدت ولم يُسمح لها بممارسة واجباتها حسب الأصول ، واستمرت العملية الانتقائية في التوظيف من قبل أصحاب القرار الحكومي ، بالاعتماد على المعارف والمحاسيب والمستوردين من شركة دبي كابتال من كلا الجنسين .

وبعيدا عن التنظير أو الرجم بالغيب ، دعونا نعود إلى منتصف عَقد التسعينات من القرن الماضي لنكتشف أن حكوماتنا المتعاقبة ، انتهجت منذ ذلك الحين أسلوبا جديدا إضافة إلى أساليبها القديمة في انتقاء موظفي الدرجات العليا وخاصة توظيف الوزراء . وهذا الأسلوب الجديد الذي يتبعه عادة الرئيس المكلف ، لا يخضع لمعايير منطقية ولا يعتمد الكفاءة وحسن السيرة والأمانة ، بل إنه يعتمد معادلة مبتكرة ملخصها " رضا أمريكا وإسرائيل " .

لا أتهم السادة الذين خضعوا لهذه التجربة بما ينتقص من وطنيتهم أو كفاءتهم ، لأنهم قد يكونوا انصاعوا للعمل راغبين أو مكرهين باعتباره أحد متطلبات الوظيفة الرسمية . ولكنني بالمقابل أوجه اللوم لمتخذي القرار في الحكومات المتعاقبة ، والذين لا يحترمون مشاعر الآخرين عندما يمنحون أولئك الموظفين ، تمييزا خاصا يختلف عن أقرانهم في مواقع أخرى ، بعد إقحامهم في مواقف محرجة تحرق أوراقهم وتسيء إليهم . وبناء عليه فإن نقدي موجه لأسلوب العمل المتبع في هذا المجال أكثر منه لأشخاص أكن لهم كل المودة والتقدير .

ففي الجانب السياسي نتذكر شخصين سياسيين شاركا في محادثات " السلام المزعوم " مع إسرائيل شكلا حكومتين على التوالي . وقد بشّرنا الأول منهما في حينه بأننا دفنا الوطن البديل إلى الأبد . وتبين لنا الآن أن الوطن البديل لم يدفن بل أنه حي يرزق ويسعى إلى التمدد شرقي النهر ، بتنسيق مع العملاء الظاهرين والمستترين ، لإحياء مشروع قديم برزت ملامحه بصورة رسمية قبل أيام معدودة . أما الثاني فقد أقنعنا بقرب قطف ثمار السلام القادم إلينا من المجهول ، ليتبين لنا هذه الأيام بأن السلام الموعود ما هو إلا حلم رأيناه في المنام .

بعد ذلك كوفئ أول سفير لنا في إسرائيل بتعيينه وزيرا للإعلام ، ثم وزيرا للخارجية ونائبا لرئيس الوزراء . تبعه سفير آخر في نفس الموقع عُين بعد نهاية ولايته رئيسا للحكومة ، فأهدى الشعب الأردني مشروع ناد للقمار كبّلنا بقيود اقتصادية احتكمت إلى قوانين أجنبية ، ورهنت مصير موازنتنا بيد أحد المستثمرين الأجانب لخمسين سنة قادمة . ومتابعة لمسلسل التوظيف سالف الذكر ، فقد عُين مؤخرا سفيرنا الذي أمضى فترة قصيرة لدى البلاط الإسرائيلي ، وزير دولة لشؤون الإعلام في حكومة الرفاعي الحالية تمهيدا لنقلة لاحقة في قادم الأيام .

وبمناسبة الحديث عن قرب تعيين سفير جديد في تل أبيب ، فإنني أتوجه إلى صاحب الحظ السعيد ــ والذي لا يزال مجهولا ــ بالتهنئة الخالصة ليس على منصبه الجديد فحسب ، بل بمنصب الوزير أو رئيس الوزراء الذي ينتظره في حكومة قادمة بعد بضع سنوات ، إذا أتقن اللعبة المطلوبة مع الأصدقاء . . !

وعند مقارنة هذا الوضع مع وضع الطرف المقابل ، نجد أن روبنشتاين رئيس الوفد الإسرائيلي المفاوض لمحادثات السلام في بداية عَقد التسعينات من القرن الماضي ، بقي يحمل حقيبته الخاصة ــ حقيبة المحامي ــ ولم نسمع أنه حمل حقيبة وزارية أو ترأس حكومة إسرائيلية ، مكافأة على جهوده المضنية في تلك المحادثات مع الوفود العربية .

وفي هذا السياق تحضرني القصة الشخصية التالية والتي أوردُها ليس من باب المزايدة على الآخرين ، وإنما من باب إبراز الحقيقة لا سيما وأن شاهدها مازال على قيد الحياة مع تمنياتي له بطول العمر . ففي عام 2001 اقترح عليّ صديقي الشاهد مرافقته إلى تل أبيب لقضاء مصلحة تجارية له هناك ، فرفضت العرض فورا وبدون تردد .

سألني الصديق عن سبب الرفض طالما أنني تحررت من القيود العسكرية ، وسنستقل سيارة مريحة في هذه الرحلة ، وسننزل في فندق من أعلى الدرجات . فأجبته بأن شيئا من ذلك لم يخطر لي ببال ، وإن ما وقف حائلا بيني وبين هذه الرحلة القصيرة هو الآتي : لقد أمضيت ما يزيد عن سبعة وثلاثين عاما في الخدمة العسكرية ، وأنا أردد على مسامع ضباطي وجنودي في المحاضرات والتمارين والعمليات العسكرية عبارة " العدو الإسرائيلي " . وبعد كل هذا الزمن الذي عشته حاملا في وجداني تلك القناعة ، أجد الآن صعوبة كبيرة في كسر هذا الحاجز النفسي ، والعبور سائحا إلى إسرائيل رغم توقيع معاهدة وادي عربه ، والعلاقات الحميمة التي تربط بين الدولتين على المستوى الرسمي . وتمترستُ خلف رفضي بعدم تلبية رغبة الصديق في ذلك الحين ، وما زلت عند موقفي حتى الآن .

ويحق لنا الآن أن نتساءل : هل تعتقد حكوماتنا الموقرة ، أننا شعب مغفل لا نعرف ما يجري حولنا على الساحة الأردنية ؟ أو أننا فاقدو الذاكرة ولا نختزن في عقولنا ما واجهنا من قضايا الوطن في الماضي القريب على الأقل ؟ فإذا كانت الحكومات تعتقد ذلك فهي واهمة ، ونطمئنها بأن ذاكرتنا تحفظ الخطايا الوطنية لعقود طويلة ، ولكنها تبرزها عند تدعو الحاجة إليها .

وفي هذا المقام يخطر ببالي ما صرح به الجنرال أيزنهاور رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في منتصف عَقد الخمسينات الماضي ، عندما وصف السياسات الحكومية بالعبارات التالية : " إن السياسات الطيبة ليست ضمانا أكيدا للنجاح . . ولكن السياسات السيئة هي ضمان محقق للفشل " . فأين تقف حكوماتنا من هذا القول الحكيم ؟

لقد صمتنا طويلا وتغاضينا عن كل المسرحيات السياسية التي استغبتنا وجرى تمثيلها أمام عيوننا ، ولم نعترض آنذاك حرصا على مصلحة الوطن . ولكن بعد أن ظهرت الحقائق وانكشف المستور ، وخاصة ما ظهر رسميا في وثيقة ( فتح ــ واشنطن ) قبل أيام ، والتي هدفت إلى إقامة وطن بديل على أنقاض الأردن عام 1970 ، فإننا نقول لحكوماتنا التائهة بصوت مرتفع وبعبارات واضحة : إن زمن الصمت الذي نعمتم ردحا من الزمن قد ولى إلى غير رجعة . . وحان الآن وقت الكلام . . فلا سكوت بعد اليوم على من يريد السوء بهذا الوطن المقدس وقيادته الحكيمة ، ولو كره المتآمرون . . !



adwanjo@hotmail.com

Tuesday, August 17, 2010

بسم الله نبدأ , وعلى هدي نبيه نسير
..بدأ هذا الدين العظيم غريباً في وقت عم بلاء الشرك كافة الأرض كما جاء في الحديث.. « إن الله نظر إلى أهل الأرض عربهم وعجمهم فمقتهم إلا قلائل من أهل الكتاب »وفي وسط هذه الظلمة الظلماء والناس بين عابد وثن وبين معتقد بتثليث أو تثنية وبين ضال ملحد , ظهر النور في ربوع مكة مؤذنا ببزوغ فجر جديد , بمثابة نقطة التحول الجذرية في تاريخ الإنسانية – " فعلى كل مسلم أن يعي ذلك جيداً بأن الإسلام كان نقطة تحول للإنسانية نقلها من جهل وتخلف إلى سمو وحضارة خلقية وعملية لولاها ما تمتع الغرب بما يتمتع به الآن ولولا أن المسلمين فرطوا في دينهم لكانوا أصحاب الصدارة الآن وما تخلفهم الحالي إلا عقاب رباني على عدم تطبيقهم لدينهم وإطاعة أمر ربهم " - وكان من الطبيعي أن يحدث الصدام الحتمي بين قوى الباطل المتمثلة في صور الكفر في داخل الجزيرة وخارجها وبين هذا النور الجديد الذي جاء من عند الله ليفرض على الناس الطهر والتحضر والسمو بدلاً من الجهل والجهالة في العمل والخلق..وإزاء هذا الصدام الشرس من قوى الشر التي تمثلت داخل مكة في شخصيات مشركي قريش , أما خارجها فتمثلت في قوى الكفر العظمى في هذا الوقت الفرس والروم , كان لزاماً على هذه الشرذمة المؤمنة القليلة أن تجابه قوى الشر , وأن تنشر ما معها من نور في وجه ما عند أعدائها من ظلمة مؤيدين في ذلك بنصر الله وتأييده , ثم بما يمن به على رسوله من حكمة وتوجيه للثلة المؤمنة , التي واجهت أعتى الإيذاءات وأشرس الابتلاءات بصدور عارية , واثقة بنصر ربها , حتى هان بلال على قومه وهانت عليه نفسه في الله وهو ثابت راسخ لا يقول إلا أحد أحد , وثبتت معه الثلة المؤمنة وعلى رأسهم رسول الهدى صلى الله عليه وسلم , والمتأمل لموقف الرسول وصحبه الكرام , يعلم جلياً بأن موقفهم كان فيه تحمل للمسئولية العظيمة الجسيمة التي وضعت على عواتقهم , من إقامة دولة الإسلام وإيصال هذه الأمانة العظيمة لمن بعدهم من الأجيال , فكانت الابتلاءات التي تقابلهم لا تقف أمامهم وإنما هي كالزبد الهش , كان إيمانهم ثابت كشم الجبال لا يتزعزع , مما يذكرنا بقول الله تعالى { فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض }وليعلم كل مسلم على وجه الأرض الآن أن نفس الأمانة ملقاة على عاتقه , في زمن غربة الإسلام , وإلصاق التهم به وبأهله , واغتصاب حرم الإسلام وأهله , مما جعل المسئولية عظيمة في الرجوع بالأمة إلى مجدها , وفي إهداء الأمانة إلى أهلها , وما أهلها إلا أجيالنا القادمة , التي لو فرطنا في ديننا وعمنا الوهن ما وصل إليهم هذا الدين , أو على أحسن الظروف لو لم نتمسك ونقف لديننا ولربنا موقف المجاهد الصلب , لولا ذلك لوصل على أحسن الظروف الدين إلى أجيالنا القادمة مشوها مبتوراً خاصة من معاني العقيدة , والولاء والبراء , والجهاد .ففي حالة عدم ثباتنا الآن إما أن يشوه الدين وإما أن ننتج أجيالاً بعيدة كل البعد عن دينها فضلاً عن أن تكون من غير أهله عياذاً بالله .لذا فليعلم كل مسلم أنه اليوم على ثغر من ثغور الإسلام , ولا وقت لنضيعه ولا وقت لضعفنا وخمولنا , فليثب كل منا وليأخذ كتابه بقوة كما قال تعالى { خذوا ما آتيناكم بقوة } ليسع كل منا جاهداً على تطبيق الشرع على نفسه أولاً ولن يكون هذا بغير علم صحيح , وليسع إلى تطبيق الشرع على نفسه وأهله وتعليمهم إياه ,فعلم بلا تطبيق نفاق , والإعراض عن العلم والعمل كفر إعراض , لذا لنتعلم ونعمل , بلا كسل ولا ملل, ولنثن ركبنا عند العلماء , ولنكن أولياء أتقياء , رهبان الليل فرسان النهار, ليكن كل منا أنموذج فريد في العلم والعمل , وكذا الاجتهاد في تحصيل أسباب الحياة المادية , بل والتفوق في ذلك لندل الناس على أن ديننا ليس دين تخلف , وأن ما حدث من انهيار إنما كان لتكاسل المسلمين والعيب فيهم وليس في دينهم , ليصلح كل منا قلبه , وليصلح أيضا بدنه حتى إذا أذن مؤذن الجهاد كنا مستعدين نشطين بأبدان سليمة وقلوب نقية خالية من الوهن والتخمة, وليعمل كل منا على نشر الدين وإهدائه لكل من حوله , عن طريق الكتيب والشريط والزيارة في الله , والدعوة بالسلوك القويم والعمل والمظهر الصالح , والدلالة على الخير , حتى تكتمل الدوائر ويعم الخير .ليكن كل منا صاحب قضية , وما قضيتنا جميعاً وهمنا المفترض إلا هذا الدين { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون }ليكن كل منا لواء للسنة مرفوع , وسراج منير يقتضي به كل زائغ أو أعمى غير بصير.لننفض عنا غبار الجهل وغبار التعصب وليكن ديدننا قول ابن القيم رحمه الله
وتعر من ثوبين من يلبســــــــهما

يلق الردى بمذلة وهـــــــــــــوان
ثوب من الجهل المركب فوقـــــه

ثوب التعصب بئست الثوبـــــــانهيا لننهض ..... هيا لنعمل ..... فيلشمر كل منا ساعده وليمد يده لإخوانه فلن ينجح بدونهم ..... اللهم انصر الأمة وارفع الغمة وحكم شرعك في الأرض ...... اللهم انصر المجاهدين في كل بقعة من بقاع الأرض ...... اللهم انصرهم في فلسطين والشيشان...... وفي أفغانستان والعراق..... وكل بلد وأرض يحارب فيها الإسلام.... اللهم هيئ للأمة أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة ويذل أهل المعصية ويؤمر فيه بالمعروف وينهى عن المنكر إنك رب ذلك والقادر عليه
سأثأر لكن لرب وديـــــــــــــــــن
وأمضى إلى سنتي في يقــــيـــــن
فإما إلى النصر فوق الأنـــــــــام
وإما إلى الله في الخالديــــــــــــنمحمد أبو الهيثم
محمد أبو الهيثم
المصدر :
خاص بإذاعة طريق الإسلام-->

الرمثا نت - من قصص العرب لا توص حريصا

الرمثا نت - من قصص العرب لا توص حريصا

الرمثا نت - من قصص العرب لا توص حريصا

الرمثا نت - من قصص العرب لا توص حريصا

Monday, August 16, 2010

جاء رمضان شهر التغيير

امير بن محمد المدري
إمام وخطيب مسجد الإيمان – اليمن


التغيير في النفوس والأمم والشعوب قضية بالغة الأهمية ،سنة من سنن الله في الكون وضع الملك جل وعلا أساسها ومحورها الرئيس لكي لا نذهب بعيدا باحثين عن حلول ،فقال جل شأنه : {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11]، ومعنى هذه الآية -كما قال ابن سعدي رحمه الله-: «أن الله لا يغير ما بقومٍ من النعمة والإحسان، ورغد العيش، حتى يغيروا ما بأنفسهم؛ بأن ينتقلوا من الإيمان إلى الكفر، ومن الطاعة إلى المعصية، أو من شكر نعم الله -تعالى- إلى البطر بها، فيسلبهم الله إياها عند ذلك».فتغيير الحال لا يكون بالتمني والأماني، ولكن بالعمل الجاد والنية الخالصة والسلوك القويم، فمن أراد أن يصل إلى بر الأمان وشاطئ السلامة فعليه أن يعد الزاد من التقوى والعمل الصالح، وأن يحكم السفينة ويتعهد الراحلة، وإلا كان كما قال القائل:
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها --- إن السفينة لا تمشي على اليبس
هل هلال رمضان والأمة مثخنة بالجراح والآلام ،من غزة المحاصرة إلى القدس الأسير ،مرورا بالعراق الباكية ،وأفغانستان المحطمة والشيشان الدامية .
أنى اتجهت إلى الإسلام في بلدٍ --- تجده كالطير مقصوصا جناحاه
والكل يصرخ وينادي ما الحل لأزماتنا والضر الذي حل بنا .فنقول لكل مسلم غيور هذا رمضان فرصةٌ مواتية للتغيير،وإصلاح النفوس والقلوب.وليعلم كل منا أنه يساهم بقسط وافر في تردي الحال وتأخر النصر إذا لم ينتهز فرصة رمضان لزيادة رصيده من الصالحات ، وتصفية ما عليه من الآثام ،حيث هو لبنة في بناء الأمة التي وعد الله بتغيير واقعها إلى أحسن وحالها إلى أفضل إن هم غيروا ما بأنفسهم.
لا تقل : من أين أبدأ => طاعه الله البدايةلا تقل : أين طريقي => شرعة الله الهدايةلا تقل : أين نعيمي => جنة الله كفايةلا تقل : في الغد أبدأ => ربما تأتي النهاية
رمضان شهر التغيير لذا نجد فيه كُلَّ شيء قد تغيرَ ، ولكن السؤال الأهم: هل رياحُ التغيير التي أحدثها هذا الضيفُ الكريم في حياتنا اكتسحت ما بدواخلنا لإحداث نقلةٍ رُوحية وجسدية تُصلح أوضاعنا وتُغيّر ما بنا من سوء؟إذا كان شهرُ رمضان أحدثَ بإذن الله في هذا الكون الشامخ تغييراً ملموساً لا ينكره أحد، إذ فتّحت أبوابُ الجنة، وغلّقت أبواب النار، وصفِّد الأعداء الألداء الشياطين، وينزل الملائكة الكرام مشاركين في سيدة الليالي ليلةِ القدر يملؤون الأرض، حصلت هذه التغييرات الكونية في سيد الشهور، أفلا تتغيرُ حياتُنا المريرة وأوضاعنا المأسوية في شهر ٍمُنح من الخصائص ما يعجز عن تدوينه المدادُ؟والتغيير الإيجابي ليس بالأمر السهل إنما يحتاج منا جميعاً إلى إرادة فولاذية، وعزيمة قوية، وقرار شجاع وسعي للتغير.انظروا إلى قصة من قتل مئة نفس، كيف وفقه الله تعالى إلى طريق التوبة، حينما بدأ يسأل، ويُلح في السؤال، ويبحث عن مخرج مما هو فيه، حينها هيأ الله له الخلاص ورزقه توبةً في آخر حياته. إن الله -جلّ وعلا- لم يكتب القرب من أحد إلا بسعيٍ منه وإقبال.فهيا لنغتنم شهر التغيير ولنصلِح أنفسنا، ولنهذِّبْها، ونغيِّر من عاداتها القبيحة إلى عاداتٍ حسنة؛ فإن غاية الصيام معالجةُ النفس وإصلاحها لتكتسب بعدها الإرادةَ الصارمة، والعزيمة الجادة على طريق الإصلاح؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].هيا لنغتنم شهر التغيير ولنصلِح قلوبَنا، ونطلِّق ما بها من أمراض إلى الأبد خلال هذا الشهر، ففي رمضان تسلم القلوبُ من وَحَرها وحسدها وحقدها وغشها وخيانتها، وتسلم من الشحناء والبغضاء، ومن التهاجر والتقاطع، لتعود إلى فطرتها الحقيقة؛ قال عليه الصلاة والسلام: (صومُ شهر الصبر وثلاثةِ أيام من كل شهر يُذهبن وَحَرَ الصدر) [أخرجه البزار وصححه الألباني].هيا لنغتنم شهر التغيير ولنصلِح ألسنتا، ونطهّرها، فهي أخطر جوارح الإنسان، صغيرة الحجم ، عظيمٌة الجُرْم ، فبالصيام يسلم اللسانُ من قول الزور، ويسلم من العمل به، ويسلم من اللغو، ويسلم من اللعن، ومن الباطل، ومن الكذب، ومن الغيبة والنميمة وغيرها، قال رسول الهدى -عليه الصلاة والسلام-: (من لم يدَعْ قولَ الزور والعملَ به، فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه) [أخرجه البخاري]، ويقول: (ليس الصيامُ من الأكل والشراب، إنما الصيامُ من اللغو والرفث؛ فإن سابك أحد أو جهل عليك فقُل: إني صائم إني صائم) [أخرجه الحاكم وصححه الألباني]، وهكذا بقية الجوارح، وبقية الأعمال، تصلُح وتتغير نحو الأفضل لمن صدق مع خالقه، فيصدقه فيما يعمل.هيا لنغتنم شهر التغيير ونستمر على الحق ونعض عليه بالنواجذ ، ونعود إلى رحاب الله ،ونترك ما ألفته النفس من لهو وهوى قد يكون الفكاك منه صعباً كما قال الشاعر :
النفس كالطفل إن تهمله شب على ... حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
هيا لنغتنم شهر التغيير ونلجأ إلى الله لجوء المضطرين المستغيثين المنيبين ،فهو وحده المغيث المجيب لمن دعاه


. أمير بن محمد المدري
اليمن


Almadari_1@hotmail.
com

جريدة الغد - خاطفو الضابطين: لا نعادي الأردن.. ونضغط لتحقيق مطالبنا من الأمم المتحدة

جريدة الغد - خاطفو الضابطين: لا نعادي الأردن.. ونضغط لتحقيق مطالبنا من الأمم المتحدة

Tuesday, August 10, 2010

د. خالد الحايك


قال الإمام البخاريّ في (كتاب الصوم) من "صحيحه":باب وجوب صوم رمضان، وقول الله تعالى: }يا أيّها الّذين آمنوا كتب عليكم الصّيام
كما كتب على الّذين من قبلكم لعلّكم تتّقون{. ثمّ ساق بإسناده إلى طلحة بن عبيداللّه - أحد العشرة المبشرين - أنّ أعرابياً جاء إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثائر الرّأس، فقال: يا رسول الله، أخبرني ماذا فرض الله عليّ من الصلاة؟ فقال: الصلوات الخمس إلا أن تطوع شيئاً. فقال: أخبرني بما فرض الله عليّ من الصيام؟ فقال: شهر رمضان إلا أن تطوع شيئاً. فقال: أخبرني ما فرض الله عليّ من الزكاة؟ فقال: فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم شرائع الإسلام. قال: والذي أكرمك لا أتطوع شيئاً ولا أنقص مما فرض الله عليّ شيئاً. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أفلح إن صدق، أو دخل الجنة إن صدق. ثمّ ساق بإسناده إلى ابن عمر رضي الله عنهما قال: صام النبي صلى الله عليه وسلم عاشوراء وأمر بصيامه، فلما فرض رمضان ترك. وكان عبدالله لا يصومه إلا أن يوافق صومه.أراد الإمام البخاريّ أن يبيّن وجوب صوم رمضان، فساق الآية الكريمة في ذلك، ثم احتج بما ورد في سنة النبيّ صلى الله عليه وسلم في سؤال هذا الرجل عن شرائع الإسلام، فذكر من بينها الصيام وأنه واجب.وقد افتتح الإمام النسائي كتاب الصيام من "السنن" بهذا الحديث تحت باب: «وجوب الصيام».وقد أراد الإمام البخاري بإيراده الآية الكريمة في تبويبه مبدأ فرض الصيام، وأراد كذلك أن يبين الخلاف بين أهل العلم في مسألة هل كان رمضان أول ما فرض من الصيام أم أنه فرض قبله صوم عاشوراء، وذلك بسوقه حديث ابن عمر في ذلك، والمسألة مشهورة في ذلك، والراجح أن صيام عاشوراء كان فرضاً قبل صيام رمضان، فلما فرض رمضان ترك صوم عاشوراء، فمن شاء صامه ومن شاء تركه، وكان ابن عمر لا يصومه إلا إذا وافق صيامه الذي يصومه ذلك اليوم. وقد ذكر الطبري - رحمه الله - في كتابه «تهذيب الآثار» من كان يصوم عاشوراء من الصحابة والتابعين ومن كان لا يصومه.معنى الصيام لغة وشرعاًالصّوم والصّيام في اللّغة: الإمساك. والصيام مصدر، من قول القائل: «صمت عن كذا وكذا»، يعني: كففت عنه. وأصوم عنه صوماً وصياماً.ومعنى الصيام: الكف عما أمر الله بالكف عنه. ومن ذلك قيل: صامت الخيل، إذا كفت عن السير، ومنه قول الله تعالى ذكره: }إنّي نذرت للرّحمن صوماً{، يعني: صمتاً عن الكلام.وفي الشّرع: إمساك مخصوص في زمن مخصوص عن شيء مخصوص بشرائط مخصوصة.قال صاحب «المحكم»: الصّوم ترك الطّعام والشّراب والنّكاح والكلام، يقال: صام صوماً وصياماً ورجل صائم وصوم.وقال الرّاغب الأصفهاني: الصّوم في الأصل الإمساك عن الفعل، ولذلك قيل للفرس الممسك عن السّير صائم، وفي الشّرع: إمساك المكلّف بالنّيّة عن تناول المطعم والمشرب والاستمناء والاستقاء من الفجر إلى المغرب.وهذا الحديث جامع لأركان الإسلام الخمس، وفي ذلك إشارة إلى أنها تؤخذ بالكلية، ولذلك حارب أبو بكر من امتنع عن أداء الزكاة، ومن العلماء من يقول بعدم قبول صيام من لا يصلي، والله المستعان

Saturday, August 7, 2010

- لا تكن صفرا.... بقلم د.نهاد جاسر أحمد-الطيف نيوز - حرية بلا حدود

- لا تكن صفرا.... بقلم د.نهاد جاسر أحمد-الطيف نيوز - حرية بلا حدود

خبرني : | قل كلمتك و لا تمش: فقر ومذلة ..والله كثير

خبرني : قل كلمتك و لا تمش: فقر ومذلة ..والله كثير

د. رولا الحروب تكتب "إعادة عقارب الساعة إلى الوراء: المعركة بين الحكومة والإعلام!"

د. رولا الحروب تكتب "إعادة عقارب الساعة إلى الوراء: المعركة بين الحكومة والإعلام!"

خبرني : | نبض الشارع: وزير عبقري في حكومة التأزيم

خبرني : نبض الشارع: وزير عبقري في حكومة التأزيم

Picasa Web Albums - Mohamed

Picasa Web Albums - Mohamed

Sunday, August 1, 2010