Friday, October 8, 2010



أنانيّة العربي و هزائمه * كامل النصيرات

وصلني إيميل جميل : لا أعلم مدى الصدق الموجود فيه : ولكنه معبر عن طريقة تفكير ..يُقال أن سؤالاً طُرح على مجموعة من النساء العربيات: لو خيروكً ( يا أصيلة ) بين أن يموت زوجك أو يتزوج عليك : فماذا تختارين ..؟؟ الغريب أن نسبة ( 100 % ) كانت إجابتهن بموت الزوج ولا واحدة قالت : بعيد الشر عن جوزي : أو إن شاء الله إللي يكرهوه : أو خليه يتجوز ثنتين و ثلاثة بس ما تدقوا شوكة ..،، بل ذهب التبرير النسوي إلى حالة من الإيغال الأناني بفُكاهية منطقيّة وكان هناك إصرار على ( موت الزوج )..،، وكانت أجمل العبارات : يموت وأدعي له ولا يتجوز عليّ وأدعي عليه ..و..أكون أرملة ولا أكون مطلّقة ..و..الموت حق : والحياة مليانة بالفتن شو بده فيها ..و..الله يغفر له و يرحمه والمقبرة قريبة ..أحط راسي على المخدة وأنا متأكدة إنه في حضن القبر مش في حضن وحدة ثانية ..و..جنازة ولا جوازة ..الخ ..،، بغض النظر عن المنطق الحريمي في هذه الردود : إلا إنها تُدلل على شخصية العربي : فلو كان السؤال موجهاً للزوج العربي : وهل يحب أن تتزوج زوجته بعد موته : فإن أنانيته وهو في عمق الموت ستشبّ و سيتمنى لو بقيت طوال عمرها عند قبره باكية ناحبة ..،، وهناك نكتة شائعة في ذلك : أن رجلاً عربياً راجع الطبيب وقال له أنت مصاب بسرطان خطير و ستموت قريبا : فأشاع بين الناس أنه مصاب بالإيدز و سيموت قريباً ..ولما سأله الطبيب لماذا كذب في اسم المرض ..؟؟ : قال له : على الحالتين ميّت : بس حكيت إيدز عشان مرتي ..،، كلنا أنانيون : نريد أن نرى وجهنا فقط في كل اتجاه : نريد أن نجلس في كل مجلس ولا حديث للناس إلا عنّا : رغم أننا فاشلون حد الهزيمة ..،، خياراتنا هي خيارات تبدأ بنا و تنتهي بنا ..ولا شيء إلا نحن ..ومن كان عنده شكّ فيما أقول فليراجع تعامل أي شيء عربي مع كل شيء : سيجد أن العربي ( قدّم شخصيته ) و نسي ما عداها : لأنه يرى الهزيمة و الانتصار لا يمران إلا من خلال عبقريته الفذّة التي أنجبت كل هذا الكم من الهزائم المتلاحقة ..،،

No comments:

Post a Comment